تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 20-10-2023 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
شريط عمليات يمتدّ من لبنان إلى سوريا والعراق وصولاً إلى اليمن
انتظام قوى محور المقاومة دعماً لغزّة | شريط عمليات يمتدّ من لبنان إلى سوريا والعراق وصولاً إلى اليمن
ابراهيم الأمين
الحشد الدولي المستمر لتغطية جرائم العدو في قطاع غزة لا يبدو أنه كافٍ لتوفير ضمانات بنجاح أي حملة برية ضد القطاع، فيما الجرائم الوحشية ضد المدنيين لا تسعف العدو في تحصيل السقوف السياسية العالية، ما ينقل النقاش إلى مستوى جديد يتعلق بالاستعداد لعملية برية.
وبمعزل عن الدعم العملاني المفتوح الذي يقدّمه الغرب بقيادة أميركا للعدو، لا يزال الإرباك يسود قيادة جيش الاحتلال إزاء آلية شنّ العملية البرية وموعدها، خصوصاً أن البحث عن أجوبة حول الكلفة المتوقّعة، لا يزال عند حدود المدة الزمنية التي يتطلّبها الهجوم، وسط مخاوف من ردود فعل تتجاوز ما تعدّه المقاومة في القطاع، إلى ما يمكن لقوى محور المقاومة أن تقوم به من خارج فلسطين.
انتظام تنسيق المحور
وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن كل قوى محور المقاومة، على امتداد الدول العربية والإسلامية، ثبّتت في الأيام القليلة الماضية آليات العمل المتعلقة بتوفير أعلى مستوى من «الدعم الفعّال» للمقاومة في فلسطين. وتشكّلت مجموعة من غرف العمليات المشتركة التي تتابع الأوضاع الميدانية لناحية الأعمال اليومية والإستراتيجية إضافة إلى النشاط السياسي. كما تبلورت مجموعة كبيرة من الخطط، ما أشاع مناخاً إيجابياً انعكس على أداء مجموعة من فصائل المحور وفي أكثر من ساحة.
وخلال الساعات الـ 36 الماضية، كانت قوى المحور تترجم ذلك إلى خطوات عملية. فإلى المواقف السياسية الرافضة لطلبات الغرب بوقف دعم غزة، نُفّذت سلسلة من العمليات العسكرية المتناسقة بين ساحات عدة. فقد واصلت فصائل المقاومة في فلسطين توجيه الصواريخ إلى عمق الكيان، وتحديداً تل أبيب، وأطلقت مجموعة من المقاومة صاروخ «كورنيت» على مدرّعة للعدو شرق خان يونس. وفي الوقت نفسه، وجّهت «كتائب القسام» ضربة صاروخية من لبنان باتجاه المستعمرات الإسرائيلية الشمالية، فيما كانت «سرايا القدس» تفجّر عبوات ناسفة في طولكرم موقعة قتلى وجرحى في فرق العدو من المستعربين. في غضون ذلك، واصل حزب الله عملياته التي تستهدف «تعمية جيش الاحتلال» على طول الحدود مع لبنان.
ووفق معلومات «الأخبار»، فقد أنجزت ضربات المقاومة لمواقع الحافة الأمامية حتى الآن، تدمير منظومة تقنية كبيرة بينها كاميرات مراقبة متطوّرة تتيح تغطية مساحات واسعة، بعضها يصل إلى مدى 20 كلم، كما تم تدمير رادارات خاصة بالأفراد والآليات منصوبة على أبراج في المواقع، إلى جانب منظومة للتنصّت على الاتصالات والتشويش، وتقنيات خاصة بالاستشعار عن بعد تستهدف حرارياً كل جسم يتحرك في أكثر من منطقة. وبحسب المصادر، يحاول العدو التعويض عن هذه الخسائر بنشر مزيد من المُسيّرات على ارتفاعات عالية ومتوسطة لتغطية الجبهة الحدودية.
كذلك تعرّضت قيادة قوة المدرّعات في جيش الاحتلال لضربة قاسية، بعدما تمكّن حزب الله من تجاوز عملية التدريع الحديثة لدبابات ميركافا وتدمير عدد غير قليل منها، بينها الدبابة «الملكة» التي تحظى بتدريع خاص مع أجهزة تشويش لتعطيل صواريخ «كورنيت». وكان لافتاً في الأيام القليلة الماضية أن المقاومة استخدمت الـ«كورنيت» بكثافة، ما حوّله إلى «سلاح فردي»، ما يعكس وجود مخزون هائل من هذه الصواريخ في حوزتها، فضلاً عن أنها لم تستخدم بعد كل أنواعه.
تفعيل وحدة الساحات
بالتزامن، فعّلت غرفة العمليات المشتركة لقوى المقاومة العمل في ساحات أخرى. فقد بادرت مجموعة من فصائل المقاومة العراقية بتوجيه ضربات متلاحقة بالمُسيّرات ضد قواعد أميركية في العراق وسوريا وأوقعت إصابات مباشرة فيها، قبل أن تعلن الولايات المتحدة عن اعتراض قطعها البحرية صواريخ أطلقها أنصار الله، ولم تحدد بدقة هدفها هذه الصواريخ، وما إذا كانت تستهدف البوارج الأميركية أم نقاطاً عسكرية داخل فلسطين المحتلة. فيما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنّ «مسؤولين إسرائيليين يؤكدون لنا أنّ عدداً من الصواريخ انطلقت من اليمن واستهدفت إسرائيل، وهي بين صاروخين وخمسة».
كما استهدفت «المقاومة الإسلامية في العراق» بالقذائف والطائرات المُسيّرة قاعدة التنف على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن. وأعلنت المقاومة نفسها شنّ هجوم بطائرة مُسيّرة على قاعدة «عين الأسد» غرب بغداد، بعد يومين من تعرّض القاعدة نفسها لهجوم مماثل بطائرات مُسيّرة، بالتزامن مع هجوم آخر على قاعدة «حرير» في شمال العراق. وسُمع ليل أمس دويّ انفجارات قوية في ذيبان والحوايج وحقل العمر وسط تحليق مكثّف للطيران المُسيّر فوق المنطقة. وفي الوقت نفسه، جرى تفجير خط الغاز الواصل إلى معمل «كونيكو» للغاز الطبيعي، والذي يسيطر عليه جيش الاحتلال الأميركي كقاعدة له في الريف الشمالي لدير الزور، شرق سوريا.
العدو قرّر عملية برية بسقوف أميركية والمقاومة تنتظره تحت الأرض وفوقها
في غضون ذلك، بدأت حشود ضخمة من المقاتلين العراقيين بالتوجه الى الحدود العراقية مع الأردن. وبحسب مصادر، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار «منظم»، وقد يصل عدد هؤلاء إلى عشرات الآلاف في الأيام القليلة المقبلة، وهو ما استدعى تحركات عسكرية إسرائيلية على الحدود الاردنية – الفلسطينية.
وعلمت «الأخبار» أن التنسيق العملاني بين قوى المقاومة يستهدف تحديد الخطوات الواجب اتخاذها لاستنزاف العدو على أكثر من جبهة، وإفهام العدو الأميركي بأن تهديداته ضد قوى ودول المقاومة سيُقابل بعمل مباشر وليس بالكلام فقط. وقد ترافق ذلك مع استنفار أمني أميركي وإسرائيلي غير مسبوق، وإغلاق عدد من البعثات الدبلوماسية في أكثر من دولة في المنطقة، فيما دعت وزارة الخارجية الأميركية رعاياها في العالم إلى الحذر خشية تعرّض مصالحها لضربات انتقامية جرّاء موقفها الداعم للعدو في فلسطين. وهو ما بادرت إليه إسرائيل نفسها التي طلبت من رعاياها العودة مباشرة إلى تل أبيب، كما طلبت من حكومات دول عديدة عربية وإقليمية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم التعرّض لمقراتها ومواطنيها جراء التعبئة الكبيرة في الشارع العربي والإسلامي.
وفي المعلومات أن التنسيق القائم بين قوى محور المقاومة سيُترجَم إلى خطوات سياسية وشعبية كبيرة ضد العدوان وضد الوجود الأميركي في المنطقة، إذ ستشهد دول المحور توسّعاً في فعاليات الدعم الشعبي للمقاومة في فلسطين، وأن الأمر سيكون ضمن مسار تصاعدي يترافق مع زيادة مستوى الدعم الميداني للمقاومة في فلسطين من داخلها وخارجها، خصوصاً أن العدو فعّل نشاطه الأمني والعسكري في مناطق الضفة الغربية، وطلب من الأردن بذل «أقصى جهد»لمنع حصول أي نشاط عبر أراضيه.
سقوف أميركية للعملية البرية
إلى ذلك، ضجّت إسرائيل أمس بأنباء عن صدور القرار بإطلاق العملية البرية والطلب من الجيش تقديم خطط مفصّلة ليصادق عليها المستوى السياسي. ويتّضح من المعطيات والمواقف والإجراءات أن الموقف الأميركي صار حاكماً للقرارات الإسرائيلية، خصوصاً أن ما سُرّب عن نتائج اجتماعات الرئيس الأميركي جو بايدن مع المسؤولين الإسرائيليين أول من أمس، كشف أن واشنطن «توفّر دعماً سياسياً وعسكرياً كبيراً لإسرائيل، وستمنع صدور أي قرار عن أي مؤسسة دولية يدعو إلى وقف إطلاق النار أو إلى تقييدها»، لكنّ الأميركيين طلبوا في المقابل من قادة العدو أن تكون أهداف الحرب البرية واقعية وقابلة للإنجاز. ونقل إعلام العدو رداً للرئيس الأميركي على قول أحد وزراء العدو: «بأن لا مفرّ من العملية البرية»، بدعوته إلى تحديد غايات عملية كهذه. كما صرّح بايدن علناً أنه لم يقل أبداً لقادة إسرائيل بأن الجيش الأميركي سينضمّ إلى القتال ضدّ حزب الله إذا بدأ الأخير حرباً استباقية ضدّ إسرائيل.
وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن قيادة «كتائب القسام» و«سرايا القدس» أبلغت غرفة العمليات المشتركة مع محور المقاومة، بأنها في حالة جهوزية كبيرة، وأن العدوان الإسرائيلي لم يعطّل قدراتها في كل الاختصاصات، وأن ما هو مقرّر لمواجهة أي هجوم بري، سيتيح توجيه ضربات قاسية جداً إلى قوات الاحتلال. وقالت المصادر إن فصائل المقاومة في فلسطين أكّدت أن العدو لم ينجح في ضرب أي نفق في القطاع، وأن عمليات تحشيد آلاف المقاتلين مستمرة من دون توقف، وأن بيدها نوعية جديدة من الأسلحة الخاصة بالمواجهات البرية.
حزب الله وحماس يضربان العدوّ على الحدود
بدأت التطورات المتسارعة عند الجبهة الحدودية مع لبنان تُقلق العدو، بجيشه وإعلامه وجبهته الداخلية، إذ تتعالى الأصوات لاعتبار ما يجري حرباً كاملة المواصفات مع حزب الله. واستهدف مقاتلو الحزب أمس تحصينات مواقع العباد، المالكية، المنارة، جل العلام، البحري، زرعيت، ثكنة شوميرا وبرج مراقبة في حدب البستان بالأسلحة المباشرة، ضمن خطة «فقْء العيون» وتمّت إصابتها إصابة دقيقة وتدمير كمية من تجهيزاتها الفنية والتقنية.
وفي إطار تعزيز مشاركة الفصائل الفلسطينية، أعلنت «كتائب القسام- لبنان» مسؤوليتها عن إطلاق 30 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه مستوطنتَي «نهاريا» و»شلومي» شمال فلسطين المحتلة.
وتحدّثت وسائل إعلام عبرية عن سقوط ثلاثة جرحى جرّاء سقوط صاروخ بشكل مباشر على مبنى مكوّن من 9 طوابق في كريات شمونة، بينها إصابة في حالة متوسطة، ما أثار جدلاً واسعاً بين المستوطنين ورئيس بلدية المستعمرة الذي أبلغهم بأنه لم يتلقَّ تعليمات محدّدة حول سبل إخلائهم في وقت قريب.
وعقب اجتماعها الأسبوعي أمس، أكّدت كتلة «الوفاء للمقاومة» أن «المقاومة الإسلامية في لبنان لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أيّ إجراء صهيوني يشكّل تهديداً أو محاولة خرقٍ للمعادلات التي فرضتها المقاومة خلال تصدّيها للاعتداءات الصهيونية، وأن من حقّ المقاومة وواجبها أن تتصدّى للاعتداءات الصهيونية». وشيّع حزب الله أمس عدداً من شهدائه في قرى جنوبية وبقاعية وفي الضاحية الجنوبية، وأُطلقت مواقف بينها ما أعلنه الشيخ نبيل قاووق، بـ»أننا نقوم بواجبنا في المقاومة من دون تردّد ومن دون تأخير ولا نخشى تهديدات أحد. نحن، في حزب الله، ننصر غزة بأقدس دمائنا، دماء أبنائنا وشبابنا ومجاهدينا، ننصر غزة في الميدان والمواجهات المتواصلة بين مجاهدي المقاومة والعدو الإسرائيلي».
أما النائب حسن فضل الله فقال إن قيادة المقاومة تدرس الخطوات المناسبة بعيداً عن المزايدات وبعيداً عن الانفعالات، وإنها تقوم بكل ما يلزم لأجل مساندة المقاومة والأهالي في غزة.
المنظّمات الدولية في لبنان تخوض معركة العدو | الـ NGOs لا تسمع ولا ترى: التمويل أولاً
بالتزامن مع حفلة الإجرام الإسرائيلية في غزّة، تخوض المنظّمات الدولية العاملة في لبنان عبر مكاتبها المحلية، معركة «إسرائيل» لا «معركة الإنسانية» التي ترفع لواءها، فيما منظّمات غير حكومية انتشرت كالفطر بحجّة محاربة القمع والعنف، بلعت ألسنتها لعدم إغضاب مموّليها الأوروبيين والأميركيين
هيئات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني والحقوقي عبر مكاتبها في لبنان، والمنظّمات الدولية التي تهتم بحماية المرأة والطفل وحقوق الإنسان، وتصدع رؤوس اللبنانيين بـ«إرساء العدالة» و«المساواة» و«حماية الأفراد والمجتمعات» من الانتهاكات، هي نفسها عمّمت على موظفيها بضرورة التزام الحياد حيال ما يجري في غزّة التي، على ما يبدو، لا تنطبق هذه المعايير على أهلها الفلسطينيين.
الـ«UNICEF» و«UNERWA» و«UN WOMEN»، ومنظّمات كـ«IRC» و«OXFAM» و«CRTDA» و«ANERA»… عمّمت على العاملين لديها بعدم إبداء أي رأي حول ما يجري على الفلسطينيين، حتى على صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. بُرِّر ذلك بالسياسات الداخلية لهذه المنظّمات التي تحظر على الموظف إبداء موقفٍ علني قد يُحسب على المنظمة، بحجة التزام «الحياد» و«عدم التمييز»، واضعةً المعتدي والمُعتدى عليه في كفةٍ واحدة، تماهياً مع التموضعات السياسية لدولها الأم الحليفة لإسرائيل.
بعض هذه المنظّمات ذهب إلى حدّ تهديد بعض العاملين بأن عدم امتثالهم «سيعرّض مسيرتهم المهنية للخطر»، رغم أن هذه المنظمات نفسها ضربت عرضَ الحائط بـ«الحيادية» في الحرب الروسية – الأوكرانية، عندما سخّرت مواقعها الرسمية ومنصاتها الافتراضية للهجوم على «الإرهاب الروسي» ضد أوكرانيا. كما أن هذه المنظّمات نفسها غضّت الطرف عن قيادة العاملين لديها لـ«ثورة» 17 تشرين الثاني 2019، بعد «تسوية» توصّلت إليها معهم تقضي بأن يغفلوا على صفحاتهم على مواقع التواصل أي إشارة إلى طبيعة عملهم مع المنظّمات، فيما ترفض اليوم أيّ تسوية مماثلة.
في خضمّ التطورات العسكرية على الحدودية الجنوبية، اتّخذت غالبية المنظّمات الدولية العاملة في لبنان خطوات وقائية عكست تمييزاً حتى بين موظّفيها. ففيما باشر بعضها تسفير الموظفين الأجانب، منعت الموظفين اللبنانييين والسوريين من مغادرة لبنان من دون إذن، ولم تبحث في خيار توفير مساكن آمنة للعاملين المحليين، سيّما من يقطنون في مناطق مُستهدَفة. أضف إلى ذلك أن منظّمات أخرى تعمل في مجال تقديم المساعدات للنساء والأطفال، أرسلت إلى شركائها المحليين من منظّمات الـ«NGO»، تطلب منهم وضع خطط للإخلاء، لا خططٍ للاستجابة في حال دخل لبنان دائرة الحرب!
منظّمات دولية تهدّد موظفيها المتضامنين مع فلسطين
«الحياد» ينسحب أيضاً على بيانات المنظّمات التي تعتمد سياسة تجهيل الفاعل في ما يجري في غزة. فـ«أنيرا» التي تعمل مع اللاجئين والمجتمعات المضيفة المتضررة من الحروب والأزمات، على سبيل المثال، تحدّثت في بيان لها عن «أزمة مياه في غزة» لا عن قطع العدو الإسرائيلي المتعمّد للمياه عن القطاع. فيما تتباكى الهيئات الأممية التي أُنشئت للاستجابة للفلسطينيين على عدم إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح، دون الإتيان على ذكر الرفض الإسرائيلي لفتح المعبر. وتستخدم عبارات «تصاعد الأحداث في المنطقة» في سياق الحديث عن «مليون شخص بدون ملجأ» وكأنّ زلزالاً دمّر بيوتهم لا الغارات الإسرائيلية.
كذبة الـ«NGOS»
أما جمعيات الـ NGOs المبشّرة بحرية التعبير والرأي ومناصرة القضايا المحقّة، فقد دفنت رؤوسها في الرمال حيال المجزرة الوحشية في غزة، راضخة لسياسات مموّليها، باستثناء قلّة قليلة تبنّت خطاباً داعماً للقضية الفلسطينية، ورفعت الصوت ضد الجرائم الإسرائيلية في غزة. ففيما أطبق الصمت على منصات جمعيتَي «أبعاد» و«فرح الاجتماعية»، مثلاً، شاركت جمعية «نُساد» قبل يومين منشوراً يتيماً تبنّت فيه دعوة الأمم المتحدة «جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني، وسط تبادل إطلاق النار المستمر على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية»، مساوية المقاومة الفلسطينية بالعدو الإسرائيلي، ومتبنّية تسمية «الحدود اللبنانية – الإسرائيلية». أما جمعية «كفى» فانتظرت ستة أيام قبل أن تنشر محتوى داعماً، هو عبارة عن بيانين وثلاث صور تنديداً بمجزرة المستشفى المعمداني. وانتظرت جمعية «Fiftyfifty» شلالاً من الدم قبل أن تستفيق لتسأل: «ما هو ذنب الشعب الفلسطيني الذي يريد المحافظة على أرضه؟»، في منشور وحيد بعد مجزرة المستشفى، من دون أن تتجرّأ على ذكر إسرائيل.
عدم احترافيّة وقلّة اهتمام | «توتال» في البلوك الرقم 9: علامات استفهام كبيرة
حسمت شركة «توتال» الفرنسية، بوصفها قائدة الكونسورتيوم، الذي يضم «إيني» الإيطالية و«قطر للطاقة»، أن الأعمال الاستكشافية في مكمن قانا انتهت بالفعل، بعدما تأكدت من أنه يحتوي على المياه فقط، وبذلك حزمت معداتها وغادرت منطقة العمل. بعد أيام قليلة على الكتاب الفرنسي، أعلنت هيئة إدارة قطاع البترول في وزارة الطاقة والمياه، أنه «رغم عدم حصول اكتشاف لمواد هيدروكاربونية نتيجة لحفر هذه البئر، إلا أن البيانات والعينات التي تم الاستحصال عليها من داخل البئر ستشكل أملاً جديداً ومعطيات إيجابية لاستمرار عمليات الاستكشاف في البلوك 9 والبلوكات الأخرى، وبالأخص تلك المحيطة بالبلوك 9، كما أنها تعطي قوة دفع إضافية للاستكشاف في البحر اللبناني». وأكّدت هيئة إدارة قطاع البترول أن الاهتمام سينصبّ في الأشهر المقبلة على استعمال البيانات والعيّنات التي تم الاستحصال عليها من داخل البئر، من أجل «نمذَجة أدقّ لحوض قانا، بهدف تحديد الامتداد الجغرافي للمكامن المكتشفة داخله وفي المناطق المحيطة به، ورفع نسبة النجاح لتحقيق اكتشافات غازية مستقبلاً في حوض قانا والمناطق المحيطة التي تمتد على بلوكات بحرية عدة».
«النمذَجة الأدق» كان ينقصها إجراء دراسة موسّعة لفهم أعمق يسمح برسم خريطة لهذا النوع من المكامن في حوض قانا وعلى امتداد البلوك 9 والبلوكات المحيطة، لتحديد أماكن المكامن التي يمكن أن تحتوي على مواد هيدروكاربونية بكميات تجارية. وهذا بالضبط ما وقعت فيه «توتال» قبل البدء بحفر البئر الاستكشافية. فبحسب قراءة تقنية أولية للدراسات والبيانات والخطوات التي اعتمدتها الشركة الفرنسية، واطلعت عليها «الأخبار»، يظهر أن الشركة تعاطت بـ«عدم احترافية» و«اهتمام أقلّ» في حفرها للبئر في البلوك الرقم 9، إذ استندت الشركة في حفرها للبئر إلى تحليل المسوحات الزلزاليّة الموجودة في هذا البلوك وتحديد موقع مناسب للحفر يكون متناسباً مع الطبقات الأساسيّة المستهدفة (تمار C & D) الموجودة في البحر الفلسطيني. وكانت «توتال» قد رسمت تصوّراً للطبقات الجيولوجية في البئر قبل بداية الحفر، وبعد الانتهاء تمّ رسم الطبقات الجيولوجية المستندة إلى الوقائع الحقيقيّة والعيّنات المأخوذة من البئر.
ويُظهر الرسم المتصوَّر من قبل الشركة قبل البدء بعمليات الحفر الاستكشافية التفاوت الكبير بين التصوّر قبل الحفر والنتيجة الفعليّة في اكتشاف هذه الطبقات بعد الحفر، وهذا يدلّ على عدم دقة التحليلات التي تمّت للمسوحات الزلزالية، والتي على أساسها تمّ الحفر. هذه النتيجة يمكن أن تستدعي إعادة تحليل لهذه المسوحات مرة أخرى، وتثبيت المعلومات استناداً الى البئر المحفورة حديثاً لأنها تعطي معلومات دقيقة عن الطبقات التي تمّ اختراقها.
سُجّلت مآخذ تقنية على «توتال» في العديد من مراحل عملها قبل العمل الاستكشافي للبلوك الرقم 9 وخلاله
وقد سُجّلت مآخذ تقنية عديدة على «توتال» في عدد من مراحل عملها قبل العمل الاستكشافي للبلوك الرقم 9 وخلاله، منها أن مهندسي الشركة أجروا 18 محاولة لأخذ قياسات الضغط (كلما كان الضغط مرتفعاً، يكون احتمال وجود بترول أو غاز عالياً)، نجحت 13 محاولة منها في نقاط مختلفة، فيما لم يتمكنوا من أخذ باقي العيّنات. ويعود سبب الفشل هذا إلى استخدامهم معدّات قياس غير مناسبة، إذ لم تتمكن هذه المعدات من عزل الطبقات بطريقة فعّالة لأخذ نقطة الضغط بدقة. فضلاً عن أن الشركة حاولت أخذ نقطة ضغط في المكان نفسه لأكثر من مرة، من دون تكبد عناء أخذها في مكان آخر، وهذا يضع علامات استفهام كبيرة على جودة عملها.
أما في ما يتعلق بمرحلة الحفر، فقد وجدت الشركة غازاً عند مرحلة الحفر بقُطر 12 بوصة، وحصل دفع قويّ للغاز المجمّع (Gas Kick) فور اختراق الطبقات الملحيّة، لكنه لم يكن بكميّات تجارية، إذ إن الحفر كان لا يزال عند أعماق منخفضة.
واعتماداً على النتائج التي صدرت في هذه المرحلة (Dynamic Data)، وعلى مؤشر حركة السوائل (Mobility) الذي تمّ قياسه من قبل الشركة والذي كان مرتفعاً، يمكن أن تنتج هذه الطبقة كميّة من الغاز. ففي آبار مشابهة حول العالم، تنتج الآبار التي لديها نفس هذه المؤشرات حوالي 20 مليون متر مكعب يومياً. لكن «توتال» لم تقم بالمزيد من القياسات، ولم تجمع بيانات كافية لتحليلها بشكل جيد، رغم أن هناك نفاذية عالية في الصخور، وهذا ما كان واضحاً في الحفر على عمق 3152 متراً. من هنا، يمكن القول بوجود غاز في هذه المنطقة، حيث كان يجب أن يتم الضخّ منه واختباره لتقدير كمياته.
أما على عمق 3600 متر وما دون، فقد كانت نسبة مساميّة الصخور تتراوح بين 25% إلى 35%، وهذا دليل على وجود خزّان (رمال ذات مسامية ونفاذية عالية). ولكن طوال فترة الحفر، كانت نتائج المقاومة الكهربائية للصخور (Resistivity) منخفضة جداً، ما يدل على أن هذه المسامات تحتوي على المياه وليس أي سائل آخر (نفط أو غاز). لكن هناك العديد من الآبار حول العالم التي كانت نتيجة مقاومة الكهرباء للسوائل منخفضة فيها ورغم ذلك يتم استخراج الغاز منها، وهذا يعود إلى وجود مادّة الـ«Illite» كمكوّن للطين الموجود في هذه الطبقات، والذي عادة ما يكون مشبعاً بالمياه ويُعطي هذه النتائج الكهربائية. لذلك، لا يمكن الاعتماد الكامل على هذا المؤشّر، بل كان يجب سحب عيّنات من هذه السوائل ودراستها جيداً.
وفي الحديث عن عيّنات السوائل، قامت «توتال» بأخذ بعض منها، ولكن من أماكن غير دقيقة، إذ كان في إمكانها أخذها من أماكن توضّح وجود غاز فيها على حسب البيانات خلال الحفر، كما أنها عبّأتها بطريقة غير مناسبة، الأمر الذي يسبّب أخطاءً في نتائج التحاليل المخبرية.
إضافة إلى ذلك، فقد سُجل فرْق بحوالي «200 psi» في قياسات الضغط بين نقاط الضغط الأولى التي تم أخذها ونقاط الضغط الثانية، وهذا فرق كبير جداً وله دلالات عديدة، ولكن ما قامت به «توتال» أنّها أوقفت الأعمال كلها من دون أن تقوم بقياسات الـ«DST» التي كان مخططاً لها، والتي كانت ستعطينا تقديرات عن الكميات الموجودة وامتدادها.
وفي خلاصة القراءة التقنية الأولية لأداء «توتال»، وطالما أن الاكتشاف يعني إجراء عملية تحديد الكميات عبر تقنية الـ«DST» بعد الانتهاء من الحفر، يمكن القول إن هذا ما لم تقم به الشركة. وبالتالي، عليها أن تقوم بتحديد موعد سريع لحفر بئر استكشافية ثانية، على أن تقوم بواجبها كاملاً فيه، لمحو علامات الاستفهام الكثيرة والكبيرة التي خلّفها أداؤها في بئر قانا.
كتاب «توتال»
في كتاب إلى وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، في 14 الجاري، قالت شركة «توتال» الفرنسية إنه بتاريخ 13منه، تم الانتهاء من حفر بئر قانا 31/1، بعدما وصلت إلى عمق إجمالي قدره 3865 متراً تحت سطح البحر أو 3905 أمتار من المنصة، مشيرة إلى أنها اخترقت بالكامل التكوين الجيولوجي المعروف باسم «Tamar C»، واخترقت بشكل كافٍ التكوين الجيولوجي المعروف باسم «Tamar D»، وكلاهما تم التأكد من أنهما يحملان المياه. وبناءً على ذلك، قالت إن أصحاب الحقوق في البلوك الرقم 9 استوفوا الحد الأدنى من التزامات العمل لفترة الاستكشاف الأولى بموجب اتفاقية حماية البيئة. وأبلغت الشركة وزارة الطاقة أنها ستبدأ عمليات سدّ وهجر بئر قانا في أي وقت بعد 24 ساعة على تاريخ الكتاب، بحسب المادة 94 والمادة 100 من لائحة الأنشطة البترولية.
هيئة قطاع البترول لدراسة موسّعة وفهم أعمق
أفادت هيئة إدارة قطاع البترول في وزارة الطاقة والمياه، في بيان أمس، أن اختيار موقع البئر في حوض قانا غير المستكشف، هدف إلى الإجابة عن سؤالين محوريين لمستقبل عمليات الاستكشاف في البحر اللبناني. الأول، تأكيد أو نفي وجود مكامن (Reservoirs) ونوعيتها خاصة بالبحر اللبناني، في طبقة جيولوجية لم يتم اكتشاف مكامن فيها في الحوض المشرقي بعد. والثاني، مدى تشابه وامتداد الطبقات الجيولوجية التي تم تسجيل اكتشافات غازية فيها في بحر فلسطين المحتلة، بمثيلاتها في البحر اللبناني، وتأكيد أو نفي وجود مكامن غازية (Reservoirs) ونوعيتها.
وأشارت إلى أنّه «تمّ من خلال الحفر، اختراق الطبقات المستهدفة وتأكيد وجود مكمن بنوعية جيدة يحتوي على الغاز في الطبقة الخاصة بلبنان»، مؤكدةً أن «اكتشاف هذا المكمن في حوض قانا يوجب إجراء دراسة موسّعة لفهم أعمق، يسمح برسم خريطة لهذا النوع من المكامن في حوض قانا وعلى امتداد البلوك 9 والبلوكات المحيطة، بهدف تحديد أماكن المكامن التي يمكن أن تحتوي على مواد هيدروكاربونية بكميات تجارية». وأوضحت أنه «تم تأكيد امتداد الطبقات الجيولوجية التي سجلت فيها اكتشافات غازية في بحر فلسطين المحتلة إلى البحر اللبناني، وتم تأكيد وجود مكامن (Reservoirs) بنوعية جيدة جداً، والتي احتوت على آثار للغاز في الموقع الذي حفرت فيه البئر».
الحكومة اللبنانية تتجهّز للحرب
مواكبةً للتطورات على الحدود الجنوبية، بدأت الحكومة بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة التحضير لخطة طوارئ، عُلم أنها انطلقت من مقارنة معيارية مع عدوان تموز 2006، تسمح لها بالتدخّل على الصُّعد الإنسانية والخدماتية والطبية والاجتماعية في محاولة لمواجهة ما قد يحصل في حال توسّعت دائرة المعركة.
وعقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً أمس ضمّ وزراء الداخلية والبلديات بسام مولوي، الصحة فراس أبيض، الإعلام زياد مكاري، البيئة ناصر ياسين، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، ومسؤولي الهيئات الإنسانية والإنمائية والإغاثية التابعة للأمم المتحدة العاملة في لبنان. وشمل البحث خطة الطوارئ التي أعدّتها تلك الهيئات والنتائج التي خلصت إليها اجتماعات هيئة إدارة الكوارث، بهدف التنسيق بين الجانبين، نظراً إلى كون الدعم المباشر والأساسي من المُنتظر أنّ تقدّمه هيئات الأمم المتحدة.
وفي التفاصيل، تمّ تقسيم لبنان جغرافياً إلى ثلاث مناطق: المناطق التي قد تكون عرضةً للاستهداف وتشمل الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك – الهرمل، ومناطق الدعم الإغاثي في بيروت وصور وصيدا والبقاعين الأوسط والغربي، ومناطق استقبال النازحين، وتضمّ الشوف وعاليه ومناطق الشمال، إضافة إلى بيروت وصيدا. ووفق المعلومات، طُلِب من كل وزارة تحديد احتياجاتها لتُصبِح أكثر جهوزية، ومن هيئات الأمم المتحدة وضع خطط استجابة، على أن يتطرّق اجتماع الغد إلى تفاصيل ما يمكن أن تقدّمه كل منظمة، وما يحتاج إليه كل قطاع، وكيفية تنسيق تبادل التفاصيل والـ«الداتا». وفي هذا الصدد، تشير المصادر إلى أنّ «هناك قطاعات جاهزة أكثر من سواها كوزارة الصحة التي كانت تتحضّر لمواجهة موجة كوليرا محتملة قبل مدّة»، ورغم ذلك طلبت «الصحة» أمس دعماً من منظمة الصحة العالمية. بالتوازي «تُدرس إمكانية الاستعانة المباشرة بمساعدات من برنامج الأغذية العالمي». في السياق نفسه، أفادت المصادر بأنّ وزير الطاقة وليد فياض طلب من الوزارات التي سيكون تدخّلها إستراتيجياً وفي مقدّمتها وزارتا الصحة والاتصالات تقدير حاجتها من الفيول لتأمين الكميات المطلوبة.
عملياً، التشبيك سيتم على مستويين، الأول بين الوزارات ومنظّمات الأمم المتحدة لتنسيق الأعمال المرتبطة بحالات الطوارئ إن حصلت، وإرسال ما هو مطلوب. والثاني، محلّي على مستوى الأقضية، يرافقه استحداث غرف طوارئ وإدارة كوارث في المحافظات. ويُعقد اليوم اجتماع تقني يضمّ مندوبين عن الوزارات المختصّة وهيئات الأمم المتحدة لبلورة الخطوات التنفيذية والتنسيق من أجل خطة العمل النهائية. كما اتّفق الجانبان على يوم عمل طويل الأسبوع المقبل.
وفي جلسة ما بعد الظهر، وافق مجلس الوزراء على خطة وزارة الأشغال العامة والنقل «لتأمين الجهوزية لمواجهة أي احتمالات ممكنة على البنى التحتية»، في حال نشوب حرب واسعة في لبنان. كما وافق على خطة وزارة الصحة التي تتضمن دعم المستشفيات الخاصة والحكومية وتغطية تكاليف المصابين جرّء الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة جنوباً، وإمكانية اتّساع رقعتها، وتأمين المستلزمات الطبية، وذلك من خلال الإجازة للوزارة بالتصرّف بالأموال المودعة لمصلحتها في مصرف لبنان والتي كانت مخصّصة لمواجهة جائحة كوفيد 19 والموافقة على إعطاء الوزارة سلفة خزينة بقيمة 1000 مليار ليرة، ما يوازي 11 مليون دولار.
وفي ظلّ الأوضاع الراهنة، المترافقة مع قرب انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون، وما يشهده المجلس العسكري من فراغ، طرح وزير البيئة ناصر ياسين، مسألة تعيين رئيس للأركان، كخطوة باتت ضرورية، سيّما أنّ الأوضاع الأمنية والسيناريوهات مفتوحة على احتمالاتٍ كثيرة، منها دخول لبنان الحرب مع إسرائيل. فأجاب ميقاتي بأن «الأمر يحتاج إلى دراسة»، مفضّلاً كخطوة أولى، إرسال مشروع قانون إلى مجلس النواب متعلّق بتمديد تسريح المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان لعامٍ واحد.
اللواء:
مَنْ يُنقذ لبنان من فوضى الفراغ.. وشغب الشوارع!
رفض ألماني لسحب اليونيفيل. واستهداف جديد للصحافيِّين في حولا
فرضت فكرة «مواجهة الظروف الاستثنائية» التي قد تواجه مطار بيروت الدولي والمرافئ الأربعة (بيروت، طرابلس، صيدا وصور)، ان على مستوى التجهيزات والاجراءات، وكذلك «خطة الطوارئ» التي اعدتها الامم المتحدة لمواكبة التطورات الراهنة في لبنان، نفسها على اجتماعات السراي الكبير، سواء لجهة «خطة الطوارئ» او اجراءات وزارة الاشغال، وعلى جلسة مجلس الوزراء ايضاً، التي أقرت ما اتفق عليه، لا سيما خطة ادارة الكوارث، بحضور 17 وزيراً، واستمرار وزراء التيار الوطني الحر بمقاطعة الجلسات الامر الذي حدا برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بدعوة الجميع الى موقف داخلي موحد، وتلقف الفرصة وانتخاب رئيس للجمهورية.. مشددا على وفق الشحن وضبط المناصرين.
علما ان الابرز هو اندفاعة المعارك والمواجهات الى التصعيد على طول الحدود اللبنانية – الاسرائيلية مع دخول مقاومين من «حماس» وفصائل فلسطينية ولبنانية على خط اطلاق القذائف والصواريخ، في وقت نعى فيه حزب الله المزيد من الشهداء.
وفي وقت تواصل فيه السفيرة الاميركية في بيروت دورثي شيا بعد تأكيد الدعوة للرعايا لمغادرة لبنان بأسرع وقت ممكن، لقاءاتها مع الشخصيات السياسي، وممثلي التيارات والفعالات، لاستطلاع ما لديهم من معطيات حول احتمال توسيع الحرب، وفتح جبهة لبنان بدءاً من الجنوب، وزارت لهذه الغاية امس الرئيس السابق ميشال عون، نظرا لما يربطه بحزب الله من علاقة لم تتأثر بالتوتر مع التيار الوطني الحر، وموقفه المناهض لفتح جبهة في الجنوب، تدخل منها بعض الفصائل الى الساحة لاستخدامها في اطار توجيه الرسائل حسب مصادر معنية.
وفي هذا السياق، توقفت مصادر لبنانية عند التقارير التي تصل الى بيروت من مصادر دبلوماسية في دول القرار، من ان ما يجري يشي بأن «الحرب الاقليمية» واردة بقوة، مع بدء التوغل التدميري للجيش الاسرائيلي الى قطاع غزة.
وتخوفت المصادر، حسب التقارير من ان التصعيد الجاري في جبهة الجنوب من شأنه ان يتطور الى وضع تصعب السيطرة عليه.
وتفيد المعلومات ان الخطر من انفجار جبهة الجنوب قائم، لكنه مرتبط بعوامل دولية وميدانية، وتتوقف الى حد كبير على مصير العملية البرية التي يلوح بها الجيش الاسرائيلي لاعادة احتلال قطاع غزة، الذي تخلى عنه بقوة المقاومة قبل 18 عاماً.
والسؤال، في ضوء «انفلات الشارع» قبل يومين في اطار التحركات بوجه الشعارات، ومن اعقب ذلك من استهداف الجامعة الاميركية ومؤسسات عاملة في بيروت والمناطق كالمطاعم والمقاهي وسواها، فضلا عن «فوضى الفراغ» السياسي، واستمرار المقاطعة المسيحية (التيار الوطني الحر) للحكومة وللمجلس النيابي، من ينقذ لبنان من فوضى محدقة بالوضع في البلد الذي يصيبه الشلل والوهن منذ أربع سنوات؟
مجلس الوزراء
وحسب مصادر وزارية، فإن مجلس الوزراء تطرق الى ما حدث، وكانت مداخلات للوزراء رافضة التعرض للمنشآت والمؤسسات التعليمية والمدنية، واعتبر من بعض الوزراء ما حصل بأنه ألحق الضرر بمصالح المواطنين، وعرَّض سمعة لبنان كبلد للحريات للإساءة.
واعتبر الوزراء ان العدوان الاسرائيلي، في غزة ضد الشعب الفلسطيني، والدعم الأميركي لا تبرر استهداف مؤسسات تعمل في كنف وحماية القانون اللبناني.
واعلن الرئيس ميقاتي خلال الجلسة لا مصلحة للبنان ولأحد في التعدي على البعثات الديبلوماسية القائمة في لبنان، لاننا في أمس الحاجة الى تفهم خارجي للوضع اللبناني ومؤازرة لمواجهة التحديات الداهمة.
واعلن وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد مكاري ان مجلس الوزراء طلب المجلس من الأجهزة الامنية اتخاذ ما يلزم من اجراءات في سبيل حماية الاملاك العامة والخاصة ومنع المندسين واحالتهم على القضاء المختص.
معارضة: سحب اليونيفيل
وفي اطار الحركة الدولية باتجاه لبنان، التقى وزير الدفاع الالماني بوريس بيستوريوس قوة اليونيفيل التي تضم 140 جندياً المانياً في جنوب لبنان، اعتبر ان «خفض او سحب قوات اليونيفيل سيكون اشار خاطئة في هذا التوقيت».
نيابياً، أنهت لجنة المال والموازنة النيابية دراسة الفصل الثاني من موازنة ٢٠٢٤ المتعلق بقوانين البرامج ووصلت الى المادة ٢٢ من الفصل الثالث المتعلق بالتعديلات الضريبية ، وقد ألغت ٤ مواد تتعلق بضريبة الدخل و بالسماح ببدل اضافي للادارات مقابل خدمات سريعة وتعلق مادتين حول ضريبة ال tva».
من جهة ثانية، لم يشارك ممثلو شركة «توتال» في جلسة لجنة الأشغال والطاقة النيابية لبحث النتيجة التي آلت إليها عملية حفر البئر في البلوك رقم ٩. وبحسب ممثلي «توتال» فإنهم تلقوا تعليمات من السفارة الفرنسية تطلب منهم عدم المشاركة في الاجتماع لأسباب أمنية على خلفية التنديد في لبنان بالموقف الفرنسي الداعم لإسرائيل. في المقابل قالت مصادر مطلعة إن عدم مشاركة ممثلي «توتال» يعود إلى عدم الرغبة في الدخول في سجال مع المسؤولين اللبنانيين في ما آلت إليه نتيجة الحفر.
وقالت هيئة إدارة قطاع البترول، البيان الآتي: بانتظار التقرير التقني المفصّل الذي تعدّه «توتال»، والتزاماً بمبادئ الشفافية التي دأبت الوزراة وهيئة ادارة قطاع البترول على اتباعها، واوضحت: ان اختيار موقع البئر في حوض قانا غير المستكشف، هدف الى الاجابة على سؤالين محوريين لمستقبل عمليات الاستكشاف في البحر اللبناني:1- تأكيد او نفي وجود مكامن (Reservoirs) ونوعيتها خاصة بالبحر اللبناني، في طبقة جيولوجية لم يتم اكتشاف مكامن فيها في الحوض المشرقي بعد. 2- مدى تشابه وامتداد الطبقات الجيولوجية التي تم تسجيل اكتشافات غازية فيها في بحر فلسطين المحتلة بمثيلاتها في البحر اللبناني، وتأكيد او نفي وجود مكامن غازية (Reservoirs) ونوعيتها…. وختم: بالرغم من عدم حصول اكتشاف لمواد هيدروكاربونية نتيجة لحفر هذه البئر، إلا ان البيانات والعيّنات التي تم الاستحصال عليها من داخل البئر ستشكل أملاً جديداً ومعطيات إيجابية لاستمرار عمليات الاستكشاف في البلوك 9 والبلوكات الاخرى وبالأخص تلك المحيطة ببلوك 9 كما انها تعطي قوة دفع إضافية للاستكشاف في البحر اللبناني».
التصعيد جنوباً
ولليوم الثالث عشر على التوالي، شهدت الحدود الجنوبية امس يوما من التصعيد الخطير.
وهاجم مقاومون موقعي الاحتلال في جل العلم ورأس الناقورة، فيما قصف العدو الاسرائيلي بشكل عنيف المنطقة الواقعة عند الحدود في الناقورة وصولاً حتى بلدة الضهيرة.
كما أفيد عن قصف معاد على محيط بلدة الناقورة وجرود اللبونة، في وقت استهدفت المقاومون اللبنانيون والفلسطينيون موقع العدو في تلة علام قرب ال موقعي لبونة.
وفجرا، أغار الطيران المعادي على محيط الناقورة ومحيط بلدة علما الشعب، ولم تسجّل إصابات بشرية ولا مادية.
وحمَّل ناطق باسم الجيش الاسرائيلي حزب الله مسؤولية اطلاق مقاتلي من حماس قذائف صاروخية على كريات شمونة.
وعصرا، اعلنت المقاومة الاسلامية استهداف تحصينات موقع العباد بالاسلحة المناسبة.
ومساء عاد التوتر الى الجبهة الجنوبية، واعلن عن احتجاز 9 مدنيين و6 صحافيين في بلدة حولا، بعد القصف الاسرائيلي، عرف منهم الزميل رامز القاضي (من قناة الجديد) الذين اخرجوا من الاحتجاز بتدخل الجيش اللبناني.
وليلاً اوضح الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي ان القوات المسلحة اللبنانية طلبت مساء امس من اليونيفيل مساعدة سبعة أفراد علقوا بالقرب من الخط الأزرق، على مقربة من قبر الشيخ عباد، خلال تبادل إطلاق نار كثيف عبر الخط الأزرق.
وأشار تيننتي الى ان «اليونيفيل اتصلت بالجيش الإسرائيلي وحثته على وقف إطلاق النار لتسهيل عملية الإنقاذ»، مضيفاً ان «الجيش الإسرائيلي أوقف اطلاق النار، مما أتاح للجيش اللبناني إخراج الأفراد بنجاح من المنطقة».
وختم تيننتي: «وللأسف، فأن أحد الأشخاص فقد حياته خلال هذا الحادث وتم إنقاذ الآخرين بنجاح».
يشار الى ان الجيش الاسرائيلي استهدف سيارة احد المدنيين، مما ادى الى استشهاده.
البناء:
عمليات تستهدف القواعد الأميركية في سورية والعراق… والمدمرة يو اس اس
المقاومة توسّع مدى عملياتها جنوباً وتدمر السياج الالكتروني… ودبابات ومواقع
القسام والسرايا استدرجت الاحتلال الى كمين شمال غزة وأصابت دبابات وجنوداً
كتب المحرّر السياسيّ
لم يكن كافياً تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن لينفي ما نسب إليه من قادة الكيان عن تعهده بقتال حزب الله إذا دخل المعركة الكبرى إلى جانب غزة. وبالنسبة لقوى المقاومة في المنطقة أظهر كل الأداء الأميركي في معركة غزة قراراً بالتموضع العسكري المباشر الى جانب جيش الاحتلال، ولذلك تصرفت قوى المقاومة على هذا الأساس، وقد تحدث القادة الأميركيون عن اعتراض صواريخ فوق البحر الأحمر أثناء مرور المدمرة يو أس أس، يعتقدون أن مصدرها مواقع أنصار الله في اليمن، دون أن يعلموا ما إذا كانت الصواريخ موجّهة نحو المدمرة أم لاستهداف مواقع إسرائيلية. بينما تكرّرت في العراق وسورية عمليات استهداف القواعد الأميركية، خصوصاً قاعدة عين الأسد في العراق، بعدما تعرّضت قواعد حقول الغاز شرق سورية والتنف على الحدود السورية العراقية الى هجمات بمسيرات انتحارية، بصفتها رسائل واضحة من محور المقاومة رداً على التهديدات الأميركية، وتأكيداً على أن المقاومة وحدة متكاملة ولن يردعها أحد عن تحمل مسؤولياتها.
على جبهة الجنوب اللبناني، تحدثت معلومات مؤكدة عن إمساك المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله بزمام المبادرة، حيث قام جيش الاحتلال بحشد ثلاث فرق عسكرية لمواجهة احتمال التصعيد من جانب المقاومة، متخذاً وضعية دفاعية، حيث يكتفي بالرد على هجمات المقاومة على مواقعه من جهة، وقام بإخلاء المستوطنين على عمق 6 كلم ونشر جنوده في منازل المستوطنين تحسباً لفرضية العبور الى الجليل من جانب المقاومة من جهة أخرى، بينما قام حزب الله بتوسيع نطاق هجماته على طول خط الجبهة من الناقورة الى مزارع شبعا وبعمق مدى صواريخ الكورنيت، حاصداً دبابات الاحتلال في الخط الأمامي، بعدما أكمل أمس مهمة التخلص من الستار الإلكتروني المتمثل بالرادارات وأجهزة التنصّت وأدوات الحرب الالكترونية وما يرتبط بها من الكاميرات على طول خط الحدود. وفي الحصيلة التي تحملت خلالها المقاومة ارتقاء دزينة من مجاهديها شهداء تؤكد المعلومات ان جيش الاحتلال خسر بين 30 و40 قتيلاً وعشرات الجرحى، بالإضافة لعدد من المواقع المحصنة وعشر دبابات على الأقل.
في جبهة غزة، حيث الارتباك سيد الموقف في قرار العملية البرية، يواصل جيش الاحتلال القتل المفتوح مسجلاً المزيد من الجرائم والمجازر، وآخرها تدمير أقدم كنيسة أرثوذكسية هي خامس أقدم كنيسة في العالم، حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى، وبينما واصلت المقاومة إطلاق صواريخها نحو عمق الكيان، نقلت تقارير مؤكدة معلومات عن نجاح قوات القسام وسرايا القدس باستدراج وحدات جيش الاحتلال ودباباته إلى كمين شمال غزة، دمّرت خلاله عدداً من دباباته وقتلت وجرحت عدداً من ضباطه وجنوده.
وكثفت المقاومة الإسلامية والفلسطينية في لبنان من عملياتها العسكرية على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال الذي يعيش في قلقل وإرباك كبير وقد اتخذ إجراءات مشددة كالتقليل من تحركاته والتنقل بآلياته العسكرية إلا للضرورة القصوى والاختباء في الثكنات والمواقع والدشم، وفق ما تشير مصادر ميدانية لـ»البناء»، والتي أكدت بأن «المقاومة مستمرّة في عملياتها وبوتيرة أعلى ولن توفر أي هدف إسرائيلي على طول الحدود، ولن تسمح للعدو بأن ينعم ساعة بالهدوء»، مشددة على أن اليد الطولى للمقاومة والتي تتحكم بالميدان وتفرض على العدو معادلة صعبة وهي بث الرعب في جنود جيش الاحتلال وضباطه واتخاذه إجراءات صعبة ونقل مئات الآلاف من الجنود والضباط من محيط قطاع غزة وحشدهم على الجبهة الشمالية مع لبنان، إضافة الى نشر الذعر في نفوس المستوطنين والشلل الاقتصادي في أغلب مناطق شمال فلسطين. كما لفتت المصادر إلى أننا في حالة حرب مفتوحة وحقيقية مع العدو الإسرائيلي ومرشحة للتوسّع ولدخول عناصر قوة وتكتيكات إضافية ستلحق بالعدو خسائر إضافية. كما أن الجبهة باتت مشرعة أمام كافة فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية وبالتالي حزب الله ليس شرطيّ حدود بل يدعم أي عمل مقاوم وأيّ سلاح موجه للاحتلال الإسرائيلي»، وكشفت المصادر أن «المقاومة في لبنان مرابضة على كافة المواقع على طول الحدود ومستعدة لكافة الاحتمالات وجاهزة لصفارة الانطلاق لتنفيذ عمليات نوعية وفي عمق الأراضي المحتلة وضد أهداف حساسة عندما تأتي الساعة».
ومساء أمس، وإثر اشتباكات مع المقاومة حاصرت قوات الاحتلال مجموعة من 9 مدنيين من بينهم 6 صحافيين قرب موقع العباد الإسرائيلي في محيط بلدة حولا، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار في محيط المكان الذي يوجد فيه الصحافيون والمدنيون لمنع مغادرتهم.
وبعد مناشدات عدة تمكّن الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل من نقل الصحافيين والمدنيين المحاصرين.
وأفيد لاحقاً عن سقوط شهيد وجريح من ضمن الفريق الصحافي الإيراني – اللبناني بعد سحبهم من قبل قوات اليونيفيل الدولية التي سلّمتهم إلى الجانب اللبناني. والشهيد هو محمد ربيع البقاعي.
وذكر الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي، أنّ “القوات المسلحة اللبنانية طلبت هذا المساء (امس) من اليونيفيل مساعدة سبعة أفراد علقوا بالقرب من الخط الأزرق، على مقربة من قبر الشيخ عباد، خلال تبادل إطلاق نار كثيف عبر الخط الأزرق».
وأشار تيننتي إلى أنّ “اليونيفيل” “اتصلت بالجيش الإسرائيلي وحثته على وقف إطلاق النار لتسهيل عملية الإنقاذ”، موضحاً أنّ “الجيش الإسرائيلي أوقف إطلاق النار، مما أتاح للجيش اللبناني إخراج الأفراد بنجاح من المنطقة”، مؤكداً أنّ “أحد الأشخاص فقد حياته خلال هذا الحادث وتم إنقاذ الآخرين بنجاح”.
وكانت المقاومة نفذت سلسلة هجمات ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي: جل العلام، البحري، زرعيت، وثكنة شوميرا وبرج مراقبة في حبد البستان بالأسلحة المباشرة والمناسبة وتمّت إصابتها إصابة دقيقة وتدمير كمية من تجهيزاتها الفنية والتقنية. كذلك هاجمت موقع المنارة الصهيوني بالصواريخ الموجهة وتمت إصابته إصابة مباشرة.
واستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية موقعي جل العلام ورأس الناقورة التابعين لجيش العدو الصهيوني عند الحدود اللبنانية الفلسطينية وحققوا إصابات مباشرة ودقيقة. كما استهدفت المقاومة الموقع العسكري الإسرائيلي في تلة “العباد” عند حدود بلدة حولا.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن إصابة مبنى في كريات شمونة قرب الحدود مع لبنان.
بدورها، أعلنت كتائب القسام في لبنان، إطلاق 30 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه مستوطنات الجليل الغربي وأبرزها نهاريا وشلومي.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنّ “إطلاق النار مستمر في الجليل الغربي، حيث طُلب من سكان مستوطنات خط النزاع أن يحبسوا أنفسهم في المناطق المحمية”.
وواصل العدو الاسرائيلي اعتداءاته على القرى والبلدات الجنوبية الأمامية، وأغارت مسيّرة إسرائيلية بصاروخين على أحد بساتين الوزاني. واستهدف العدوان الإسرائيلي محيط بلدات حولا ومركبا والعديسة في القطاع الشرقي لجنوب لبنان.
ويشير خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ”البناء” الى أن “ما يجري في الجبهة الجنوبية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في العلم العسكري يسمّى حالة حرب، وقد سقطت قواعد الاشتباك التي كانت قائمة منذ العام 2006 عقب القرار 1701 حتى السابع من تشرين 2023، سقطت عندما استهدفت “إسرائيل” مركزاً لحزب الله وسقط عدد من الشهداء، وبالتالي تحولت الحدود مع فلسطين المحتلة الى منطقة عمليات للمقاومة، والجيش الإسرائيلي يحسب ألف حساب ويحاول قدر الإمكان تفادي توسيع الحرب لأسباب مختلفة إذ لا يستطيع القتال على جبهتين، أما التهديدات الأميركية بتولي قتال حزب الله، فهذا غير دقيق لكون لا منطقة اشتباك مباشرة بين الحزب والقوات الأميركية وثانياً الأميركيون لا يقاتلون في البر، لأنهم لا يحتملون الخسائر البشرية لأسباب داخلية، وثالثاً إن القصف الجوي أو من البوارج الموجودة في المتوسط على عمق بعيد لا تغير بالمعادلة الميدانية والعسكرية وإن تمكنت من تدمير قرى ومدن في الجنوب وبيروت”، لذلك الجيش الإسرائيلي وفق الخبراء لا يريد فتح جبهة جديدة، ولذلك أرسل الأميركيون “جيشاً” من الديبلوماسيين الأميركيين والأوروبيين والعرب واستنفر سفراء الدول الغربية والعربية في لبنان للضغط على الحكومة وحزب الله لوقف تدخل الحزب في الحرب.
وأكد عضو حكومة طوارئ العدو الإسرائيلية بيني غانتس، وهو وزير حرب سابق، أن بلاده ستحتاج أشهرًا قبل أن تتمكن من هزيمة حركة حماس، بخاصة إذا شارك حزب الله في الحرب، كما أفادت وكالة “تاس”. وقال: “سيستغرق الأمر الكثير من الوقت. الحرب في الجنوب، وإذا لزم الأمر، في الشمال أو في أي مكان آخر يمكن أن تستغرق أشهراً. أما التعافي وإعادة البناء، فسيستغرقان سنوات”. ولفت إلى أن “الهدف ليس فقط هزيمة حماس، بل ضمان أن يصبح الجنوب جنة بنسبة 100%. بعد الحرب، وبعد انتصارنا في كل جبهات معاركنا، سنكرس أنفسنا لهذا التعافي”.
ووفق أوساط سياسية مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” فإن “قيادة الحزب لن تعطي أي تطمينات ولا ضمانات لأي ديبلوماسي ولا موفد ولا رسول من اي مكان أتى، بأنها ستوقف عملياتها أو ستقف على الحياد بهذه المعركة ولن تفصح عن أوراقها ولا عن مستوى التدخل وتوقيته ولا أي تفصيل يطلبه العدو عبر أدواته الديبلوماسية التي تصول وتجول في لبنان”، مشددة على أن “أي قرار تتخذه قيادة المقاومة أو أي خطوة مرتبطة بمجريات الميدان لا سيما في غزة والوجهة التي سيسلكها العدو الاسرائيلي وحليفه الأميركي الذي يدير الحرب بشكل مباشر من بوارج التحكم والقيادة والسيطرة الراسية في البحر المتوسط فيما المسؤولون الأميركيون انضموا الى غرفة عمليات الاحتلال الاسرائيلي”. وكشفت الأوساط أن “المقاومة تعمل بشكل عقلاني ومنطقي من غير تسرّع أو مواقف عاطفية وعشوائية وتدير المعركة بحكمة وعقل بارد وتدرس كافة السيناريوت والخيارات ومستعدة لأي احتمال”.
وأكدّت كتلة الوفاء للمقاومة خلال اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد أنّ “المقاومة الإسلامية في لبنان لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي إجراء صهيوني يشكّل تهديدًا أو محاولة خرقٍ للمعادلات التي فرضتها المقاومة خلال تصديها للاعتداءات الصهيونية، وأن من حق المقاومة وواجبها أن تتصدّى للاعتداءات الصهيونية. ومجاهدوها وشهداؤها الأبرار هم الضمانة وصمام الأمان، ولهم منا ولشهيد الإعلام وللشهداء والجرحى المدنيين كل التحية والإكبار، والعهد أن نحفظ أمانة دمائهم الطاهرة”.
وحذّرت كتلة الوفاء للمقاومة من أن: “العدو الصهيوني قد يهدف، من خلال مواصلة حربه العدوانية المدانة على غزة وتدمير بناها التحتية ومعالم الحياة فيها، إلى إحداث تغييرات جيوسياسية خطيرة. وهذا يشكّل تهديدًا إقليميًا متناميًا، من شأنه أن يضع المنطقة في أتون الفوضى ويوسّع دائرة المخاطر فيها على أكثر من مستوى واتجاه”.
بدوره، اعتبر عضو المجلس المركزي في الحزب الله الشيخ نبيل قاووق أن “موقف المقاومة هو موقف مبدئي ونحن لا ننتظر دعوات من أحد ولا نخشى تهديدات أحد. المقاومة في لبنان وفلسطين في خندق واحد وعدونا واحد ومصيرنا واحد وسيل الدم واحد. نقوم بواجبنا في المقاومة دون تردد ودون تأخير وبكل شجاعة وبسالة ولا نخشى تهديدات أحد”.
أضاف “الموقف الأميركي لم يفاجئنا، الإدارة الأميركية تقود اليوم علناً العدوان على غزة، وتحرك حاملات الطائرات والبوارج والأساطيل، وأرسلت الخبراء وأقامت جسراً جوياً لنقل القنابل والصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة التي تقتل اليوم المدنيين في غزة، الإدارة الأميركية هي المسؤول الأول والأخير عما يجري من مذابح في غزة وإن دماء أطفال غزة تتقاطر من أيدي الرئيس الأميركي”.
وتواصل الحج الدبلوماسي باتجاه لبنان للضغط على الحكومة اللبنانية لاحتواء التوتر على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وحط وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في لبنان أمس، والتقى قوة اليونيفيل التي تضم 140 جندياً ألمانياً في جنوب لبنان، واعتبر وزير الدفاع الألماني، في تصريح على متن السفينة الحربية الألمانية أولدنبورغ المنتشرة ضمن بعثة الأمم المتحدة والراسية في ميناء بيروت، أنّ “خفض أو سحب قوة اليونيفيل سيكون إشارة خاطئة في هذا الوقت”.
في المقابل أعلن السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، أنّه التقى السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو و”بحثنا سويًا الأوضاع في غزة”، وكشف “أنني أوضحت بأن السياسات الداعمة للكيان الصهيوني تضرّ بالمنطقة، وأن الجهود الدبلوماسية الرامية لمنع توسع الحرب ودخول آخرين يجب أن تتركز على منع الكيان من مواصلة قصفه الوحشي قبل الانتقال الى خطوات اخرى”.
الى ذلك ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء، مخصصة لتقييم الأوضاع في الجنوب واتخاذ الإجراءات الاستباقية تحسباً لتوسع الحرب ضد لبنان.
وكشف ميقاتي خلال الجلسة أننا “مستمرون في اتصالاتنا بشكل مكثف، وتلقيت في الساعات الماضية بعض الاجواء الديبلوماسية التي ابدت تفهماً للمخاوف اللبنانية ووعداً باستمرار السعي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية. وآخر هذا الاتصالات جرى قبل بدء الجلسة بدقائق من قبل الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس الموجود في القاهرة والذي وضعني في أجواء الاتصالات تمهيداً لعقد مؤتمر في القاهرة يوم السبت المقبل”.
وتمنى ميقاتي أن “يكون هناك موقف داخلي موحّد، ولن نمل من تكرار هذه المطالبة، وندعو الجميع سواء كانوا مشاركين في الحكومة أو خارجها، وخاصة المشاركين في الحكومة والذين لا يحضرون جلساتها، ولا أحد يزايد على الآخر بالوطنية، وهمنا واحد هو مصلحة البلد ويجب ان نبقى معاً. واذا لم يتلقف الجميع الفرصة الحالية للاجتماع وانتخاب رئيس للجمهورية، فماذا ينتظرون؟”.
ولفت ميقاتي إلى أنّه “في اطار الخطوات العملانية، اجتمعت مطولاً مع حاكم مصرف لبنان واطلعت منه على الإجراءات التي يتخذها لتأمين الاستقرار النقدي. وضبط سعر الصرف، وانا مطمئن للخطوات التي تتخذ”.
وكشف “أنني عقدت اجتماعاً لهيئة إدارة الكوارث والأزمات الوطنية لبلورة الخطوات التنفيذية المطلوبة لمواجهة ما قد يحصل. وانتهينا الى سلسلة من المقررات والخطوات التي تتم سنتخذ القرارات المناسبة بشأنها. كما عقدت هذا الصباح اجتماعاً موسعاً مع الوزراء المختصين والمنظمات والهيئات الدولية العاملة في لبنان وبحثنا في سبل التنسيق وتعيين اشخاص يتولون التنسيق ويبدأون بالعمل فوراً”.
بدوره، ذكر وزير الاشغال والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، أنّ “مجلس الوزراء وافق على كامل مقترحات وخطة عمل وزارة الاشغال العامة والنقل الخاصة بتأمين استمرارية اعمال صيانة وتشغيل وتحديث الأجهزة والمستلزمات العائدة للمطار ولمعالجة كافة الثغرات الموجودة حالياً”.
على صعيد آخر، لم يشارك ممثلو شركة “توتال” في جلسة لجنة الأشغال والطاقة النيابية لبحث النتيجة التي آلت إليها عملية حفر البئر في البلوك رقم ٩. وبحسب ممثلي “توتال” فإنهم تلقوا تعليمات من السفارة الفرنسية تطلب منهم عدم المشاركة في الاجتماع لأسباب أمنية على خلفية التنديد في لبنان بالموقف الفرنسي الداعم لـ”إسرائيل”. في المقابل قالت مصادر مطلعة إن عدم مشاركة ممثلي “توتال” يعود إلى عدم الرغبة في الدخول في سجال مع المسؤولين اللبنانيين في ما آلت إليه نتيجة الحفر.
وأوضحت وزارة الطاقة اللبنانية في بيان أنه “بالرغم من عدم حصول اكتشاف لمواد هيدروكاربونية نتيجة لحفر هذه البئر، إلا ان البيانات والعيّنات التي تم الاستحصال عليها من داخل البئر ستشكل أملاً جديداً ومعطيات إيجابية لاستمرار عمليات الاستكشاف في البلوك 9 والبلوكات الاخرى وبالأخص تلك المحيطة ببلوك 9 كما أنها تعطي قوة دفع إضافية للاستكشاف في البحر اللبناني”.
المصدر: صحف