يعكف العلماء حاليا على اختبار نظرية جديدة عن الضوء يمكن أن تقلب رأسا على عقب الفهم السائد عن الكون وتثبت خطأ نظرية ألبرت أينشتاين.
وتتحدى النظرية الجديدة، التي كانت اقترحت للمرة الأولى في التسعينيات، واحدة من أكثر الأفكار الراسخة للكون: أن سرعة الضوء ثابتة ولا تتغير أبدا. وهذه الفكرة المركزية تجمع بعض أهم المفاهيم في علم الفيزياء وفهمنا للكون، مثل نظرية النسبية العامة وطريقة تمدد الكون بعد الانفجار الكبير.
لكن النظرية الجديدة تشير إلى أن الضوء في البداية الأولى لتشكل الكون ربما يكون قد انتقل فعلا بسرعة أكبر بكثير من سرعته الحالية. وكما هو معلوم أن سرعة الضوء -186282 ميلا في الثانية- كان ينظر إليها دائما ليس فقط على أنها ثابتة، لكن بوصفها السرعة القصوى لأي شيء في الكون.
والآن يأمل العلماء أن يتمكنوا من إثبات ذلك من خلال دراسة خلفية موجات الميكرويف الكونية، وبعبارة أخرى “شفق” الإشعاع الذي انبعث عقب الانفجار الكبير، الذي هو بمثابة صورة للكون في مراحله المبكرة.
يشار إلى أن الهياكل الكونية مثل المجرات تشكلت جميعها من تقلبات كثافة صغيرة في الكون المبكر، وهي مطبوعة الآن في خلفية موجات الميكرويف الكونية. وقياسات هذه التقلبات يمكن استخدامها لإنتاج “مؤشر طيفي ” لا يزال العلماء يعملون على صياغته.
وبحسب الدراسة، فإذا ما ثبتت صحة النظرية الجديدة، وكانت سرعة الضوء أعلى عقب الانفجار الكبير مباشرة، فإن المؤشر الطيفي سيحمل رقما بالغ الدقة هو 0.96478. والتقديرات الحالية للمؤشر الطيفي قريبة بالفعل من هذا الرقم، بنحو 0.968 مع بعض هامش الخطأ.
وتعليقا على هذا الأمر، قال كبير العلماء بجامعة إمبريال كوليدج البريطانية الأستاذ جواو ماغيجو إن “النظرية التي اقترحت للمرة الأولى في نهاية التسعينيات وصلت الآن إلى نقطة النضج بإنتاجها تنبؤا قابلا للاختبار، وإذا كشفت الملاحظات في المستقبل القريب دقة هذا الرقم، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى تعديل نظرية أينشتاين عن الجاذبية”.
وأضاف “فكرة أن سرعة الضوء يمكن أن تكون متغيرة كانت فكرة راديكالية عندما اقترحت للمرة الأولى، ولكن مع التنبؤ العددي أصبحت شيئا يمكن أن يختبره الفيزيائيون في الواقع، وإذا ثبت صحتها فسيعني هذا أن قوانين الطبيعة لم تكن دائما هي نفسها كما هي اليوم”.
المصدر: مواقع