تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 10-10-2023 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
البناء:
الاحتلال مدعوماً من أميركا والغرب إلى مذبحة شاملة في غزة تقتل الآلاف وتدمر البيوت / المقاومة تقاتل خارج غزة وتطلق صواريخها على عمق الكيان… وتستعدّ لتغيير قواعد الاشتباك/ الحدود اللبنانيّة أمام تصعيد يهدّد بالانزلاق إلى الحرب مع استهداف مواقع للمقاومة وارتقاء 3 شهداء
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية ” في اليوم الثالث لعملية طوفان الأقصى واصلت المقاومة سيطرتها على مواقع عديدة خارج غزة، فبقيت المعارك في سديروت وجنوب عسقلان وقاعدة زكيم البحرية، ودفعت المقاومة بمساندة قتالية لمقاتليها في مواقع سيطرتها خارج قطاع غزة، وفشل جيش الاحتلال رغم مرور أكثر من يومين على بدء العملية في استعادة السيطرة على المناطق الحدودية التي وقعت بيد المقاومة خلال اليوم الأول، وكان الحضور الوحيد لجيش الاحتلال هو القتل والمزيد من القتل، عبر غارات لم تتوقف على الأحياء السكنية والأسواق والأبراج، وفي ظل الدعم الأميركي والغربي المعلن بلا حدود لشنّ حملة عسكرية تردّ الاعتبار للجيش المتهالك، ومقابل القصف الاسرائيلي الوحشي واصلت المقاومة إطلاق صواريخها، على مواقع عديدة ومؤسسات حيوية للكيان مثل مطار بن غوريون الذي توقف نصف ساعة بسبب تساقط الصواريخ.
رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو دعا قادة المعارضة بتشجيع أميركي الى حكومة طوارئ وطنيّة تضم الجميع، تقدم التغطية للحملة العسكرية التي بدأ الإعداد لها ضمن خطة استدعاء ثلاثمئة ألف من الاحتياط، للإفادة من الدعم الأميركي، بخلفية التفكير بعمل برّي يتضمن مجازفات كبرى، وليس مضموناً أن يخرج منها جيشه معافى.
على جبهة لبنان تبدو مخاطر التدحرج نحو حال الحرب إلى تزايد مع جرعة الدعم الأميركي لقيادة الكيان، حيث إن جيش الاحتلال بعد عملية تسلل لسرايا القدس نتجت عنها إصابات في جيش الاحتلال منها نائب قائد اللواء الغربي، ورغم استشهاد عناصر السرايا برصاص جيش الاحتلال، قام باستهداف مواقع لحزب الله ما أدّى لاستشهاد ثلاثة من عناصر الحزب، وقيامه بالردّ بقصف صاروخيّ على مقر قيادة الجليل ومعسكرات أخرى، ولم تستبعد مصادر أمنية أن يتسارع الوضع على جبهة الحدود نحو المزيد من التصعيد والتدحرج نحو الحرب الأوسع.
وبعد الهدوء الحذر الذي شهدته الحدود اللبنانية – الفلسطينية عقب عملية المقاومة الإسلامية في لبنان باستهداف عدد من مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا، عاد الوضع إلى التصعيد بوتيرة أكبر بدءاً من عصر أمس، وذلك بعد تسلل عناصر من المقاومة الفلسطينية من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة واشتبكوا مع دورية «إسرائيلية» ما أدى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو.
وبعد وقت قليل، أعلنت “سرايا القدس”، مسؤوليتها عن العملية و”أدّت إلى إصابة ضابط صهيونيّ كبير و7 جنود “إسرائيليين”، بينهم إصابة خطيرة”.
وأصيب نائب قائد اللواء الغربي الصهيوني في الاشتباك مع مجاهدي “سرايا القدس” عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية إضافةً لسبع إصابات أخرى بينها إصابات حرجة.
بدورها، تحدثت وسائل إعلام العدو عن محاولة تسلل 4 مسلحين من لبنان، قرب قرية عرب العرامشة، عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، مضيفةً أنّ جيش الاحتلال أغلق عدّة طرقٍ في الجليل الغربي بعد محاولة التسلل من لبنان.
وعقب ذلك، قصف العدو “الإسرائيلي” خراج بلدة عيتا الشعب وبلداتٍ محاذية لها، حيث بدأ العدوان على بلدتي الضهيرة ويارين الحدوديتين، قبل انتقاله إلى خراج عيتا الشعب، وقد استهدفت غارات الاحتلال مراكز لحزب الله ما أدّى إلى سقوط عدد من الشهداء.
وزفت المقاومة الإسلامية في بيانات متلاحقة المجاهدين: “حسام محمد إبراهيم “حسام عيترون” من بلدة عيترون الجنوبية، علي رائف فتوني “حيدر” من بلدة زقاق البلاط – بيروت، والشهيد المجاهد علي حسن حدرج “فداء” من مدينة بيروت (سكان بلدة حناويه الجنوبية)، والذين ارتقوا نتيجة العدوان الصهيوني على جنوب لبنان عصر اليوم الاثنين 9/10/2023”.
وأشارت مصادر مطلعة على أجواء المقاومة لـ”البناء” الى أن القصف الإسرائيلي ضد مراكز حزب الله هو خرق لقواعد الاشتباك وسيستدرج ردة فعل من المقاومة في لبنان ستكون مؤلمة للعدو. ولفتت الى أن الاحتلال الذي يعيش حالة من الهيستيريا والإرباك بعد الضربة التي تعرّض لها في غلاف غزة، هو من يأخذ الأمور الى التصعيد وسيلقى الرد المناسب. وحذرت المصادر من أن الوضع مفتوح على كافة الاحتمالات من ضمنها تفجير جبهة الجنوب على نطاق واسع، ما سيدفع المقاومة في لبنان إلى الدخول الى الجليل في أي وقت تراه مناسباً، ما سيغيّر مسار المعركة ومصير الحرب. وكشفت أن المقاومة في لبنان رفعت درجة الجهوزية الى نسبة كبيرة وهي مستعدّة لخوض حرب طويلة الأمد ستنتهي بالنصر، كما وعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وعلمت “البناء” أن الحكومة اللبنانية تتعرّض لضغوط خارجية أميركية – أوروبية للضغط على حزب الله لتحييد لبنان عما يجري في غزة وتفادي فتح جبهة من الجنوب. كما علمت عن اتصالات تجري بين المراجع السياسية والرئاسية للتباحث بالتطورات على الحدود وفي غزة، وما يمكن اتخاذه من قرارات وإجراءات لمواكبة الأحداث الخطيرة والتداعيات المحتملة للحرب في غزة.
وبعد حوالي الساعة أعلن “حزب الله”، في بيان، أنه “بعد استشهاد ثلاثة من الأخوة المجاهدين نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية على البلدات والقرى اللبنانية، قامت مجموعات من المقاومة الإسلامية في ردٍّ أوّلي بمهاجمة ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي، وذلك بواسطة الصواريخ الموجّهة وقذائف الهاون وأصابتها إصابات مباشرة”.
ولم تسلم ثكنات الجيش اللبناني من همجية الاحتلال، إذ أعلنت قيادة الجيش، أنه “بتاريخ ٢٠٢٣/١٠/٩ تعرضت مناطق حدودية في الجنوب للقصف من قبل العدو الإسرائيلي. وقد سقط عدد من قذائف الهاون في باحة مركز للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش ما أدى إلى إصابة ضابط بجروح طفيفة».
وكان جيش الاحتلال أعلن “قصف مواقع لبنانية بالمدفعية رداً على القذائف التي أطلقت تجاه إسرائيل”.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الى أننا “نعمل على تحصين حدودنا مع لبنان والضفة الغربية، ونريد تأمين دعم دولي حتى نتحرك بهامش حرية كبير”.
وسجل مساء أمس، تحليق لطائرة استطلاع إسرائيلية نوع “ام كا” على علو شاهق فوق مزارع شبعا تلال كفرشوبا وصولاً حتى سماء منطقة حاصبيا وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطيران الحربي الاسرائيلي على علو شاهق فوق المناطق المحتلة.
في المواقف الداخلية، اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك أن “كل المقاومين هم جنود غزة، ولن نترك فلسطين، وعندما يتجاوز العدو حدوده والخط الأحمر سوف يرى ما لم يتوقع من المقاومة الإسلامية في لبنان ومن محور المقاومة”.
وخلال مراسم رفع راية فلسطين على تلة عين بورضاي على مشارف مدينة بعلبك. تابع “معركة طوفان الأقصى هي معركة الجميع، قدّمنا وسنقدّم الشهيد تلو الشهيد حتى يتم التحرير، وتعود الأمة إلى أصالتها، وتعود القضية الفلسطينية أولى أولويات الأمة وكل عاشقي الحرية”.
بدوره، كشَف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنّه “بعد خمسَ عَشَرَة دقيقة تمت إعادة نصب الخيمة من قبل المقاومين الذي مكثوا في محيطها لحمايتها، فيما لم يتجرأ جيش العدوّ على إطلاق رصاصة واحدة باتجاههم خشية أن يتورط بمواجهة لا يريدها”.
وأكد اننا “صدقناكُم الكلام حين قُلنا لكم منذ حرب تموز وانتهائها إلى الآن، ونحن نردد هذا الكلام بأنّ القدرة العسكرية الإسرائيلية المتفوقة في المواجهة مع المقاومة انتهت”، معتبراً أن “الإسرائيلي لم يعُد أسطورة، وأصبح هشًّا وهو كالروبوت مُصنّع ومن داخله فارغ، والإسرائيلي يركّب القوة لديه من فقرات في العمود الفقري، لكن بدون عصب والآن الإسرائيلي لا يستطيع أن يحمي الكيان الذي يحتلّه”.
ولفت الى أنّ “الدول الحريصة على التطبيع هي التي تهتم بإيجاد تخفيفٍ للتصعيد، ووقفٍ لإطلاق النار من أجل تسوية الموضوع ولو مؤقتاً ليستعيد الإسرائيلي توازنه حتى يتفاهموا معه”. ورأى أن “الإسرائيلي لا يستوعب ما حصل معه ولن يستوعب، لأن ما حصل أكبر من أن يوصف والإسرائيلي في مأزق كبير، لأن هذه العملية التي صدّعته وصدّعت دوره ستكون إن شاء الله تمهيداً لإزالة كيانه”. وأكد أن “هذا الكيان المؤقت آن له أن يزول وأن تتخلّص البشرية في منطقتنا على الأقل من أعبائه وتسلّطه”.
بدوره، طلب النائب السابق وليد جنبلاط، من “حزب الله ضبط الجنوب أكثر من أي وقت مضى خصوصاً من بعض التنظيمات التي قد تتسلّل الى الأراضي المحتلة وسأتواصل مع الحزب وكلام النائب محمد رعد عن أنه آن الأوان لزوال إسرائيل غير مفيد”.
واعتبر أن “الأمور تجاوزت الموفد الفرنسي جان إيف لودريان والدول الحاضنة، وعلى المقاطعين أن يحضروا لتكون الحكومة حاضرة وتجتمع وكفانا مزايدات واسم بالزايد أو بالناقص بالرئاسة”.
وشهد لبنان سلسلة تحركات واعتصامات شعبية في عدد من المناطق لا سيما على الحدود مع فلسطين المحتلة وبيروت.
بدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي رداً على سؤال حول الإجراءات التي ستتبعها “اليونيفيل” للتعامل مع التظاهرات على الخط الأزرق، أن “بحسب بعض التقارير، تجمّع بعض الأشخاص بالقرب من الخط الأزرق، ولكن لم نشهد أي تجمعات كبيرة”. أضاف “نواصل مراقبة الوضع عن كثب، وجنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل على استعداد للانتشار لتخفيف التوتر والحفاظ على استقرار المنطقة على طول الخط الأزرق”.
وعقب توتر الوضع على الحدود، غصّ المشهد الاعلامي بسيل من الاشاعات والاخبار الكاذبة التي مصدرها إعلام العدو وأدواته في لبنان في اطار الحرب النفسية والاعلامية التي يشنها العدو ضد لبنان واللبنانيين، لا سيما الحديث عن نزوح أهل الجنوب من القرى والبلدات، الأمر الذي نفته مصادر الأهالي والبلديات، مشيرة لـ”البناء” الى أن النزوح اقتصر على بعض المواطنين من القرى الأمامية التي تعرّضت للقصف فقط.
وإذ جرى تعميم مناخ من الحرب وانقطاع المحروقات والازدحام على المحطات، طمأن ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، اثر اللقاءات التي حصلت بينه وبين أمين سر نقابة المحطات وأعضاء النقابة، الى أن “مادتي البنزين والمازوت متوافرتان بشكل طبيعي وبكميات كبيرة في الأسواق اللبنانية، ولا داعي للهلع، بفعل الشائعات التي يتم تداولها، والتي تسببت بزحمة على عدد من محطات المحروقات في بعض المناطق”، مؤكداً أن “الأمور طبيعية”، متمنياً على المواطنين “عدم الأخذ بالشائعات، بل متابعة بيانات وزارة الطاقة ونقابة المحطات وموزعي المحروقات”. وأشار الى انه “يوم غد سيشهد انخفاضاً في أسعار مادة البنزين، في الأسواق اللبنانية، وفق الجدول الذي سيصدر عن وزارة الطاقة”.
وطلبت السفارة الأميركية عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مواطنيها في بيروت “توخّي الحذر، لأن الوضع في إسرائيل لا يزال غير قابل للتنبّؤ”.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تابع الوضع في جنوب لبنان عبر سلسلة من الاتصالات الدولية والعربية والمحلية. كما تلقى إتصالات من عدد من رؤساء الدول والحكومات في الإطار ذاته. وشدد رئيس الحكومة خلال هذه الاتصالات على “ان الاولوية لدى الحكومة هي حفظ الأمن والاستقرار في جنوب لبنان، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جواً وبحراً وجواً، والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة”.
على صعيد آخر، أجرى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب أمس اتّصالاً بنظيره السوري فيصل المقداد، حيث قدّم له مرةً أخرى تعازيه لأرواح الشهداء الذين سقطوا أخيراً في الاعتداء الإرهابي على الكلية الحربية في حمص. كما تناول الوزيران التطورات في غزة والتحضيرات لعقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة. كما تباحث الوزيران في الزيارة المرتقبة للوزير بوحبيب الى سورية لمناقشة مسألة النازحين السوريين وسبل معالجتها.
وكان رئيس الحكومة اجتمع مع بو حبيب الذي أعلن بعد اللقاء “أطلعت دولة الرئيس على الاجتماع الذي ستعقده الجامعة العربية في القاهرة بشأن الأوضاع في غزة وفلسطين. كما عرضنا لموضوع النازحين السوريين والزيارة التي سأقوم بها هذا الشهر لسورية، وأنني سألتقي أيضاً بوزير الخارجية السوري في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة”. ورداً على سؤال قال: “نحن لا نريد ان يدخل لبنان في الحرب الدائرة، ونسعى لذلك، ويقوم رئيس الحكومة باتصالات كثيرة في هذا الشأن وإن شاء الله خيراً، وكل الأطراف الدولية تدعونا أيضاً لعدم الدخول في الحرب، وهذا هو موقف لبنان”.
الأخبار:
شهيدان للجهاد الإسلامي و3 لحزب الله: مصرع ضابط إسرائيلي كبير على الحدود
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار “هل ينخرِط حزب الله في معركة «طوفان الأقصى»؟ هو السؤال الأكثر تداولاً على الساحتين المحلية والدولية. الإجابة الواضحة على كل التساؤلات سيحددها مسار المعركة في غزة، إلا أن الاستنفار على الحدود اللبنانية – الفلسطينية ورسائل النار التي أُطلقت من جنوب لبنان وتسارع الأحداث، كلّ ذلك يؤكّد أن الجبهة الشمالية قد تخرج في أي وقت من دائرة التوتر المضبوط، في التوقيت الذي تقرّره المقاومة.
وبعدما بقيت التطورات جنوباً، في اليومين الأوليْن من «طوفان الأقصى»، «مدوزنة» بما يكفي لإرباك العدو وإشغاله بعمليات انحصرت بإطلاق صواريخ وقذائف ومحاولات تسلّل، شهد يوم أمس تطورات دراماتيكية انتهت بإعلان المقاومة الإسلامية، ليلاً، مهاجمة ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي، بصواريخ موجّهة وقذائف هاون أصابتها إصابات مباشرة، وذلك في «ردٍّ أوّلي بعد استشهاد ثلاثة من الإخوة المجاهدين نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية على البلدات والقرى اللبنانية». والشهداء الثلاثة الذين نعتهم المقاومة هم علي حسن حدرج (فداء) وعلي رائف فتوني (حيدر) وحسام محمد إبراهيم (حسام عيترون).
واستشهد المقاومون الثلاثة في قصف إسرائيلي استهدف محيط تلة الراهب وخلة وردة عقب اختراق مجموعة من المقاومين، عصر أمس، الشريط الشائك باتجاه فلسطين المحتلة، حيث وقع اشتباك مع جنود العدو في عملية أعلنت «سرايا القدس» لاحقاً مسؤوليتها عنها، وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن المتسلّلين اشتبكوا مع جنوده، ما أدّى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوفهم واستشهاد اثنين من المقاومين الأربعة (رياض قبلاوي من مخيم عين الحلوة وحمزة موسى من مخيم البرج الشمالي) وجرح ثالث فيما لم يُعرف مصير الرابع. في وقت أفادت مصادر بأن المقاومين تمكّنوا من تدمير آليتين للعدو وقتل أحد جنوده. وأعلن جيش العدو مقتل المقدم عليم سعد من اللواء 300 «خلال مواجهة مع الإرهابيين على الحدود اللبنانية». وعقب العملية ردّ العدو بغارات وقصف مدفعي عنيف لخراج بلدات الضهيرة ويارين والبستان ومروحين وعيتا الشعب، وطلبت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية من المستوطنين في منطقة الجليل الغربي دخول الملاجئ والبقاء فيها حتى إشعار آخر.
وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، تعرّض مناطق حدودية في الجنوب للقصف من قبل العدو الإسرائيلي. وقد سقط عدد من قذائف الهاون في باحة مركز للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش، ما أدّى إلى إصابة ضابط بجروح طفيفة. ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر وعدم التوجه إلى المناطق المحاذية للحدود حفاظاً على سلامتهم. وقال الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفل» أندريا تيننتي في بيان إن «رئيس بعثة اليونيفل اللواء أرولدو لاثارو، هو على اتصال بالأطراف المعنيين، ويحثّهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستخدام آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفل» لمنع المزيد من التصعيد ووقوع الخسائر في الأرواح».
وأعلن رئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران تعليق الدروس والأعمال الإدارية في فروع وشُعب الجامعة في النبطية وصور وبنت جبيل اليوم، كما أعلن وزير التربية عباس الحلبي تعليق الدروس في المدارس الرسمية والخاصة في الجنوب بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.
وتواصلت أمس التحذيرات الدولية من دخول حزب الله على خط الحرب الدائرة في غزة. وعلمت «الأخبار» أن السفيرة الأميركية دوروثي شيا (الموجودة خارج البلاد) تواصلت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وشدّدت على ضرورة «ضبط الوضع في الجنوب وعدم التورط»، كما تواصل الأميركيون مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري لنقل الرسالة ذاتها، وقد أبلغها إلى من يعنيهم الأمر. كذلك تواصلت الاتصالات من قبل الألمان والفرنسيين والإسبان «للتشديد على ضرورة تحييد لبنان»، فضلاً عن رسائل أخرى نُقلت عبر مصر ودول عربية أخرى إلى حزب الله لمطالبته بعدم التدخل، إلا أن الرد كان حاسماً بأن الحزب «يتابع مسار المعركة وسيبني على الشيء مقتضاه». وطلبت السفارة الأميركية من مواطنيها في بيروت «توخّي الحذر، لأن الوضع في إسرائيل لا يزال غير قابل للتنبّؤ».
في المواقف الداخلية، دعا النائب السابق وليد جنبلاط حزب الله إلى «ضبط الجنوب أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً من بعض التنظيمات التي قد تتسلّل إلى الأراضي المحتلة». وقال: «سأتواصل مع الحزب، وكلام النائب محمد رعد عن أنه آن الأوان لزوال إسرائيل غير مفيد»”.
حماس للوسطاء: لا تفاوض تحت النار
وتحت هذا العنوان كتبت الاخبار “في اليوم الثالث على عملية «طوفان الأقصى» واصل مقاتلو المقاومة الفلسطينية الاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق عدة خارج حدود قطاع غزة، وصولاً إلى مسافات قريبة من حدود الضفة الغربية المحتلة. وبالتوازي، تلقّت قيادة حركة «حماس» اتصالاتٍ من أطراف دولية عدة، بينها روسيا والصين ومصر وقطر ودول أوروربية، عرضت التوسط مع إسرائيل. وأفادت مصادر «الأخبار» بأن «حماس» أبلغت المُتّصلين بها بـ«انفتاحها على صفقة تبادل عاجلة»، لكنها اشترطت «وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل ذلك». وتمّ إبلاغ الوسطاء بـ«أن الوضع الإنساني في غزة في غاية السوء، والاحتلال يُمارس جرائم بحقّ الإنسانية وعقاباً جماعياً على المدنيين». وأكّدت الحركة أن استخدام العدو «الضغط على المدنيين لن يجدي نفعاً ولن يدفع حماس للتراجع»، مشدّدةً على رفضها «الحديث عن الحلول، قبل وقف العدوان». ووفق معلومات «الأخبار»، فإن الحركة «تُجهّز نفسها لمرحلة جديدة من العمل العسكري سيكون أضخم وأكبر وسيشمل جبهات عدة، وهناك اتصالات مع أطراف محور المقاومة للدخول إلى جانبها في المعركة المشتعلة». وأكّدت المصادر أن المقاومة «لم تستخدم سوى جزء يسير من قوّتها العسكرية في مواجهة الاحتلال، ولديها خطط دفاعية مُعدَّة منذ سنوات طويلة لمواجهة أي عدوان بري»، وهي جهّزت نفسها لـ«معركة تستمر 6 أشهر، تشمل كل السيناريوهات العسكرية». وأبلغت المقاومة الوسطاء أن «الضربة التي سيتعرض لها الاحتلال في حال نفّذ عملية برية في غزة ستكون أكبر من تلك التي حدثت في بداية المعركة، وعشرات آلاف المقاتلين مستعدون للمواجهة».
في غضون ذلك، صبّ العدو غضبه على المدنيين في القطاع بقصف جوي طاول الآمنين في منازلهم، وصفه بأنه «واحدة من أكبر الغارات الجوية على الإطلاق ضدّ حركة حماس في قطاع غزة». ووصل عدد الشهداء، في حصيلة أولية أمس، إلى نحو 700 شهيد، بينهم 140 طفلاً و105 نساء، إضافةً إلى حوالى 3800 جريح. وتوعّد الناطق باسم «كتائب القسام» أبو عبيدة بإعدام رهائن مدنيين وبثّ ذلك بالصوت والصورة، في مقابل كلِّ «استهداف لأبناء شعبنا الآمنين في بيوتهم دون سابق إنذار». وسَخِرَ أبو عبيدة من التهديد بحرب برية، مشيراً إلى إسقاط المقاومة «كل فرقة غزة في أول يوم المعركة». وأكّد جهوزية الكتائب لـ«معركة طويلة» واستعدادها لـ«كلّ الاحتمالات»، مشدّداً على رفض التفاوض على الأسرى «تحت النار (…) قضية الأسرى هي ملف إستراتيجي له مساره الواضح والمعروف وأثمانه التي سيدفعها الاحتلال لا محالة».
وفي مقابل الغارات الجوية الإسرائيلية، استهدفت الوحدات الصاروخية في «القسام» و«سرايا القدس» بدفعات صاروخية تل أبيب والقدس وعسقلان وبئر السبع وسديروت.
وعلى الجانب الآخر، يستمر العدو بعدِّ قتلاه ومصابيه، وقد وصلت الحصيلة أمس إلى 900 قتيل على الأقل وحوالى 2400 جريح، فيما ارتفع عدد القتلى العسكريين الذين اعترف الجيش بهم إلى 86. وقال الجيش إن لديه «تفاصيل كاملة عن جميع المخطوفين في غزة»، معلناً إعلام 30 عائلة حتى الآن. وذكرت إذاعة الجيش أن الغارات على غزة ستتواصل «حتى لو تسبّبت في إيذاء الأسرى الإسرائيليين». وتوعّد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت سكان القطاع بقطع الكهرباء والطعام والوقود، واصفاً إياهم بـ«الحيوانات البشرية». وقال قائد الأركان هيرتسي هليفي للجنود والضباط في المناطق المحيطة بقطاع غزة، في محاولة لرفع معنوياتهم: «بعد بداية صعبة، نحن نرسم خط الاشتباك (…) أمامنا الكثير من المهمات الأخرى، ويجب أن نكون أقوياء. الأمر بدأ بصورة سيئة، وسينتهي على نحو سيّئ جداً في الطرف الآخر». كذلك، فعل رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الذي طلب من الإسرائيليين «الوقوف بحزم لأننا سنغيّر الشرق الأوسط (…) نحن جميعاً معكم وسنهزمهم بقوة، الكثير من القوة». كما هدّد بأن «ما سنفعله بأعدائنا سيبقى صداه لأجيال مقبلة (…) تنتظرنا أيام صعبة ومصمّمون على الانتصار». ودعا قادة المعارضة الإسرائيلية إلى تشكيل حكومة طوارئ معه. وحول تحريك الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، قال نتنياهو إن «أعداءنا في المنطقة يدركون أهمية قدوم حاملة طائرات أميركية في الطريق»، في إشارة إلى حزب الله.
إلى ذلك، رجّح الرئيس الأميركي جو بايدن وجود أميركيين بين الذين أسرتهم «القسام»، كاشفاً عن مقتل 11 أميركياً على الأقل في عملية «طوفان الأقصى».
المصدر: الصحف اللبنانية