الكيان المؤقت | قتل الرضيع محمد التميمي برصاصة، ليست قصة تستحق الاهتمام!؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الكيان المؤقت | قتل الرضيع محمد التميمي برصاصة، ليست قصة تستحق الاهتمام!؟

الطفل محمد التميمي

انتقد الصحفي “جدعون ليفي” خلال مقال له في صحيفة هآرتس، الصحافة العبرية التي أخفت مقتل الطفل الفلسطيني محمد التميمي (3 أعوام) برصاص جيش العدو، وكتب.. قتل “جندي إسرائيلي” طفلاً رضيعاً يبلغ من العمر عامين ونصف العام، وقررت “وسائل الإعلام الإسرائيلية”، بالإجماع تقريباً، أن الأمر ليس مهماً ولا يستحق التطرق إليه.

التميمي

قامت القناة 12، “وإسرائيل اليوم” و”معاريف”، بإخفاء الخبر تماماً عن قرائها، ببساطة ليس هناك حدث، بقية وسائل الإعلام الرئيسية، باستثناء صحيفة “هآرتس” التي تقرأها، قللت من شأن الخبر، كما خففت منه، ليبتلعه جمهور قرائهم الحساس، فمن غير اللطيف أن يقتل “جندي إسرائيلي” طفلاً رضيعاً.
الموقع الإلكتروني كان 11، ذكر أن فلسطينيا قتل يبلغ من العمر 3 سنوات، أصيب من نيران “قوة الجيش الإسرائيلي” التي أطلقت النار على “الإرهابيين”، أهم ما جاء في الخبر أن القوة أطلقت النار على “الإرهابيين”، وليس على الطفل ووالده!!
أما موقع والا! كان أكثر حذراً ومهنية: لقد تم التأكد من موت الطفل الذي على ما يبدو أصيب بنيران “الجيش الإسرائيلي”، ليس أكيد، ربما يكون أطلق النار على نفسه، أو وربما يكون والده هو من أطلق عليه النار، وربما أطلق عليه “الإرهابيون” المتوحشون من النبي صالح – اذهبوا واعرفوا الحقيقة يا قراء واللا! الشيء الأهم هو أن تناموا جيداً في الليل وتعودوا إلينا.

 

والدة التميمي

أيضا صحيفة Ynet كانت تسير على البيض، وجاء فيها أنه تم الإعلان عن مقتل الطفل البالغ من العمر 3 سنوات الذي أطلقت عليه “قوات الجيش الإسرائيلي” النار بطريق الخطأ، والتي ردت على إطلاق النار على “الإرهابيين”.
المتحدث باسم “الجيش الإسرائيلي” لا داعي له، ويمكن تفكيك هذه الوحدة الضخمة، فهم لم يكونوا هناك ليُصيغوا هذا الخبر بطريقة دعائية أكثر من ذلك، وورد ف خبرهم أن الطفل أصيب بالرصاص عن طريق الخطأ عندما أطلقوا النار على “إرهابيين”!!.
لم يذكر أحد الطفل بالاسم، فقط فلسطيني بدون اسم، كان الجميع راضين عن الصياغة الباردة “أعلن عن موته” وكأنها مسألة بيروقراطية، جلس المسؤولون وقرروا الموت، ولا علاقة لجنود “الجيش الإسرائيلي” بهذا الأمر.
تستحق الأخبار 12 إشارة خاصة، فهناك عرفوا أن الرضيع قد مات، وقرر الجميع أنه خبر لا يستحق ذكره وغير مهم.
• ما الذي كان يدور في أذهان “آفي فايس” وفريق التحرير الخاص به؟
• ما الذي كان يدور في ذهن “يونيت ليفي”، مقدم النشرة صاحبة الرأي والمشاركة، عندما قرروا إخفاء قتل رضيع أصيب برصاصة في رأسه من قبل جندي من “الجيش الإسرائيلي”؟

 

الشهيد الطفل محمد التميمي

هم أيضاً لديهم أطفال، ألم يشاهدوا صورة الرضيع محمد وهو ينزف من الحفرة التي في صدغه، هل تخيلوا طفلاً “إسرائيلياً” في حالته؟
ربما اعتبارات المكان؟ في ذلك المساء، افتُتحت النشرة الإخبارية الرئيسية بخبر حادثة اغتصاب تمت تبرئة المتهم فيها، ومن هناك إلى لقاء مع والدي المجندة التي قُتلت قبل يومين على الحدود المصرية، ومن هناك إلى تقرير عن “الإرهاب الهادئ”.
هنا يأتي، حسب اعتقادي، الإرهاب والهدوء أو الصمت في آن واحد، هذا هو الإرهاب الذي قتل فيه “جنود الجيش الإسرائيلي” 24 طفلاً منذ بداية العام حسب معطيات “بتسيلم”.
هل سيخصصون مكاناً للطفل الـ 24 محمد التميمي؟ لقد أضحكتم “فايس” و”ليفي” والمحررين، “الإرهاب الهادئ” هو بالطبع الإرهاب ضد المستوطنين: حجارة وزجاجات حارقة، نحن لا نسمع عنه بما فيه الكفاية، لقد سمعنا ما يكفي عن الجنود الذين يقتلون الأطفال.
القناة 12 هي القناة الوسطية “الإسرائيلية” المعتدلة، في القناة 14 أنت تعرف ما ستحصل عليه، القناة 12 هي صوت الحقيقة والعقل والمهنية والإنصاف.
وهذا الصوت يخبرنا كل مساء أن حياة طفل فلسطيني لا تساوي شيئاً، ليست ذات شأن وليست مهمة، يمكنك الاستمرار في الاحتجاج، يمكنك الاستمرار في الانغماس مع ميكروفون “روثمان” وسفينة “فاتوري”، يمكنك الاستمرار في الكفاح من أجل الديمقراطية من خلال القناة 12.
التاريخ وحده هو الذي سيحكم على أضرارها، وتجاهلها الممنهج للاحتلال وجرائمه، وتبييضه وشرعنته وبأي ثمن، القناة 12 هي القناة الدعائية الحقيقية لـ “إسرائيل”.

المصدر: الهدهد + اعلام العدو