لا صوتَ يعلو فوقَ صوتِ صواريخِ غزةَ وتكبيراتِ اهلِها، فالثأرُ للاحرارِ لن يُسكِتَهُ العدوانُ مهما غَلت التضحيات..
وعلى عزمِها تُشيِّعُ المقاومةُ شهداءَها وتعاودُ زخْمَ صواريخِها على المدنِ المحتلةِ والمستوطنات، محاصرةً العدوَ بخِياراتِه، ومُربكةً قادتَه بجبهتِهم الداخليةِ التي بدأت ترتفعُ اصواتُها محذرةً من استمرارِ تساقطِ الصواريخِ التي بدات ترتفعُ دقتُها وتزيدُ اصاباتُها لدى الصهاينة..
اوقفوا هذه العمليةَ قبلَ فواتِ الاوان، صرّحَ كبارُ سياسييهم ومحلليهم العسكريين والامنيين، فالوقتُ لم يعد لمصلحةِ تل ابيب ولا حكومتِها التي يكابرُ وزراؤها مدّعينَ التفوقَ الذي يتيحُ الاستمرار، فيما اَداءُ المقاومةِ بغرفةِ عملياتِها المشتركةِ تصيبُ اهدافَها وتديرُ المعركةَ بكلِّ اتزانٍ وذكاءٍ وتَدرُّجٍ بالردِّ المتقَن..
والرسالةُ للاحتلالِ خلالَ تشييعِ الشهداءِ مدنيين كانوا او قادةً عسكريينَ كالشهيدِ القائد اياد الحسني الذي شُيِّعَ اليومَ ورفيقَه، بانَ المقاومةَ قد اَعدّت نفسَها لاشهرٍ من المواجهة، وتمتلكُ من السلاحِ ما يكفي ومن النفَسِ ما يطول، ومن الحاضنةِ الشعبيةِ الوفيةِ والعظيمةِ ما يجعلُ من النصرِ صبرَ ساعة..
في الساعاتِ اللبنانيةِ المتلاحقة، ازدحامٌ بالمشهدِ السياسي على نيةِ الرئاسة، دون ان تَرجَحَ الكفةُ بعدُ لايٍّ من السيناريوهاتِ المتاحة. ومقابلَ الثباتِ والوضوحِ في جناحِ تأييدِ الوزيرِ السابق سليمان فرنجية، تخبطٌ وارتباكٌ على مقلبِ المنافسِ او المنافسين المجهولين الى الآن، وكلما قيلَ اِنَ التواصلَ رَتَقَ صفوفَ المتباعدين، فَتقَتْها النوايا المتباعدةُ والمصالحُ المتضاربة، ومعَ التواصلِ الحثيثِ بينَ مختلفِ القوى المناوئةِ للوزيرِ فرنجية لا سيما التيارِ الوطني الحر والقواتِ اللبنانية فانَ شيئاً لم يَتضح بعد، لفتحِ البرلمانِ امامَ معركةٍ ديمقراطيةٍ بينَ متنافسين حقيقيين تاتي برئيسٍ للجمهورية..
وفي الجمهوريةِ التركيةِ صمتٌ على ابوابِ صناديقِ الاقتراعِ للاتيانِ برئيسٍ للجمهورية غداً وسطَ اشتدادِ المنافسةِ بينَ الرئيسِ الحالي رجب طيب اردوغان ومنافسيهِ في معركةٍ سياسيةٍ وشعبيةٍ تُستحضرُ فيها الازماتُ الداخليةُ والعلاقاتُ الاقليميةُ والدولية..
المصدر: قناة المنار