تشير عدد من التقارير التي ينشرها العدو الاسرائيلي عن وضع اقتصاده، بأنه أصبح واحداً من أكثر الاقتصادات إزدهاراً في العالم. ويحتل المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان، وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدماً على الاقتصادات الأوروبية الاربع الأولى (المانيا، بريطانيا، فرنسا وايطاليا)، ذلك وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي.
إلا أنّ هذه التقارير تنتقدها بعض المنظمات غير الربحية – كما تصف نفسها – الموجودة داخل الكيان، حيث يقول جيل دارمون، وهو رئيس منظمة “لاتيت” الإسرائيلية التي تسعى لمكافحة الفقر وإيصال المساعدات الغذائية، إن “هناك دولة الشركات الناشئة وهناك دولة مطابخ الفقراء”. وبحسب دارمون، هناك أكثر من 312 ألف عائلة (نحو 10% من الأسر) تعاني من حالة انعدام أمن غذائي حاد”.
وعلى هامش ما يشيعه العدو عن أرقام اقتصاده يعيش أكثر من 27% من المستوطنين في فقر، بحسب أرقام نشرتها منظمة “لاتيت” نهاية 2022. ففي حي شمشون جنوب مدينة عسقلان الساحلية، صفّ طويل من المباني الخرسانية المتداعية تمّ بناؤها على عجل في الخمسينات لاستيعاب تدفّق المستوطنين الصهاينة من شمال إفريقيا وإثيوبيا وروسيا. وفي شهادات لمن يقنط الحي أنهم بالكاد يستطيعون العيش مع إعانات المساعدة العامة. وعليهم الاختيار بين أن يأكلوا أو يشتروا الدواء.
وهذه ليست المرة الاولى التي يتم الحديث فيها عن تناقضات حيال إقتصاد العدو، فالارقام تقول شيئا والشارع يعكس صورة مختلفة، ومؤخراً كان هناك الكثير من التحذيرات رافقت اضطرابات الشارع جراء مسألة التعديلات القضائية والخوف من إهتزاز الثقة بإقتصاد العدو ومن خفض التصنيف الائتماني السيادي للإقتصاد.
وبالعودة الى حي شمشون وإلى شهادات المستوطنين، حيث يقول بعضهم إنهم يعيشون في مجتمع يعيش على الفروقات والفردية بدرجة كبيرة، بالاضافة الى انتقادهم لتوقف سلطات العدو من القيام بدورها والتخفيف من تداعيات السوق وإعادة توزيع الثروات, ويسعى آخرون على طهي وتوزيع الطعام على بعضهم منذ 30 عاماً.
يبدو أن المستوطنين لا يدركون أنهم مع كل مساعدة غذائية يأخذونها لملئ بطونهم الجائعة يدفعون ضريبة ما فعله إحتلالهم من سرقة أرض وشعب بأكمله.
غرافيك: علي كجك
المصدر: موقع المنار + وكالات