وما قتلوهُ، فهو الممشوقُ نهجاً في محاريبِ فلسطين، المرتفعُ صوتاً راعداً على منابرِها، وشيخٌ طالما أَمَّ المجاهدينَ في صلاةِ العزيمةِ نحوَ النصرِ القريب ..
وما قتلوهُ وهو الذي حاصرَهم في سجنِه عدةَ مرات، ونالَ الشهادةَ في معركةِ الارادة، فلوَى للعدوِ ذراعاً، وكسَرَ له قراراً.. وكانَ الخِضرَ الذي خرقَ سفينتَهم – لكن لتَغرَقَ واهلَها في جحيمِ الايام، وقتَلَ حُلمَهم ليستبدلَه الله املاً للفلسطينيينَ الصابرينَ على طريقِ النصرِ الذي لا بدَّ آتٍ لا مَحالة..
ارتقى شيخُ الاسرى والمجاهدين خضر عدنان شهيداً، بعدَ ان امضى حياتَه قائداً مناضلاً بالفعلِ والكلمة.. ارهقَ سجانَه وقادَ معاركَ الامعاءِ الخاوية، حتى خوَت خزائنُ الاحتلالِ من كلِّ حيلةٍ ضدَّه، فاغتالوهُ محاصَراً صابراً في سجنِه، وما بدّلَ تبديلا..
وعلى اسمِه هَبَّت الضفةُ وصاحت غزةُ بصلياتٍ من الصواريخ، على انَّ الردَّ الحقيقيَّ سيكونُ بحجمِ الجريمةِ التي اقترفَها الاحتلالُ كما أكدت حركةُ الجهادِ الاسلامي والغرفةُ المشتركةُ لفصائلِ المقاومة..
في الغرفِ اللبنانيةِ المتفرقةِ لم يَحِنِ الموقفُ الفصلُ من ملفِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ بعد، وما زالَ البعضُ يخوضُ معاركَه الخائبةَ على حسابِ اوجاعِ الوطنِ واهلِه. ووسْطَ ازدحامِ التاويلاتِ حولَ الحراكِ الخارجي المرتبطِ بالملفِ الرئاسي اللبناني، فانَ الواقعَ الداخليَ على تعنتِه، فيما جولاتُ نائبِ رئيسِ مجلسِ النواب الياس بو صعب الاستطلاعيةُ حطت اليومَ في بكركي بحثاً عن رئيس، على اَنْ تُستكملَ على مختلفِ الافرقاءِ السياسيين..
وللبنانيينَ دموعُ تماسيحَ اميركيةٌ بمناسبةِ ستةِ اشهرٍ على عرقلةِ الانتخاباتِ الرئاسية، فالفراغُ في سدةِ الرئاسةِ اللبنانيةِ الذي تتباكى منه الخارجيةُ الاميركية، لها الحصةُ الاكبرُ بتكريسِه، وتسييرِ حلفائها على خطِّ التعطيلِ ورفضِ الحوارِ للوصولِ الى رئيس..
والى دمشقَ يصلُ غداً الرئيسُ الايراني السيد ابراهيم رئيسي في زيارةٍ تاريخيةٍ زاخرةٍ بالابعادِ الاستراتيجيةِ لمصلحةِ البلدينِ الشقيقينِ وشعبَيهما الصامدَيْنِ امامَ العدوانيةِ الاميركية. كما للزيارةِ ريعُها الايجابيُ على اجواءِ التقاربِ الذي يُبنى بينَ دولِ المنطقة ..
المصدر: قناة المنار