تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الإثنين 23-1-2023 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الأخبار:
حزب الله – التيار: محاولة أولى لإنقاذ التفاهم
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية “يُستأنف اليوم التواصل المباشر بين طرفي تفاهم مار مخايل، حزب الله والتيار الوطني الحر، للمرة الأولى منذ اندلاع «سوء التفاهم» الكبير بينهما في الخامس من كانون الأول الماضي، عقب مشاركة وزراء الحزب في الجلسة الأولى لحكومة تصريف الأعمال. زيارة المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا إلى مركزية التيار في «ميرنا الشالوحي»، اليوم، للقاء رئيس التيار جبران باسيل، تضع حداً لقطيعة الحليفين، وتفتح الباب أمام بدء التواصل بينهما للبحث في الخلافات التي أدّت إلى الأزمة الأصعب التي واجهها تفاهمهما منذ 6 شباط 2006. صحيح أن الخلافات كبيرة، لكن الإعلان عن اللقاء قبل حصوله ودعوة الصحافيين لتغطيته، تشير إلى رغبة مشتركة بخفض منسوب التوتر وحرص الطرفين على التفاهم المفيد لكليهما. وقد سبقته مؤشرات منها عدم رفع التيار الوطني الحر سقف الانتقادات لمشاركة وزراء الحزب في الجلسة الثانية لحكومة تصريف الأعمال الأسبوع الماضي، وعدم ذهابه إلى طرح اسم أي مرشح في الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية الخميس الماضي على رغم خروجه من خيار الورقة البيضاء، وتأكيد حزب الله على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله الحرص على استمرار مدّ اليد إلى حليفه.
وعلى رغم استمرار تداعيات الكباش السياسي الذي ارتدى طابعاً طائفياً حول الحكومة، إلا أن اللقاء يكتسِب أهمية كبيرة، لجهة توقيته والملابسات التي رافقته وشكله والتوقعات التي تحوط به. وفي هذا السياق، يمكن ملاحظة الآتي:
أولاً، لم يكُن قرار اللقاء طارئاً، بل هو فكرة تمّ التداول بها منذ جلسة الخامس من كانون الأول الحكومية التي فجّرت الأزمة، إلا أن حزب الله ارتأى إجراء اللقاء «على البارد» بعدَ أن تهدأ الأمور.
ثانياً، على رغم القطيعة السياسية بين الطرفين إلا أن التواصل الهاتفي بين صفا وباسيل لم يتوقف يوماً وإن كان «الحديث» لم يلامس عمق الأزمة.
ثالثاً، هو اللقاء الأول منذ انفجار الخلاف على الملأ، ما يشير إلى حذر لدى الطرفين من تطور الإشكال إلى الحدّ الأقصى، وسط معركة رئاسية منهكة تدور حول نفسها.
رابعاً، حضور الخليل للقاء، بعدما كانت اللقاءات تقتصر غالباً على صفا، لعدم ترك المجال لأي لغط أو سوء تقدير أو فهم خاطئ يؤدي إلى تصعيد الموقف مجدداً.
وبحسب مصادر بارزة فإن «وفد حزب الله لن يجتمع بباسيل لإبلاغه عن ترشيح الحزب لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فهذا أمر معروف وقد أبلغه السيد نصرالله لباسيل سابقاً، وإن كان الهدف من هذه الزيارة الملف الرئاسي فإن نتيجته معروفة سلفاً، لأن موقف باسيل معروف ولن يتراجع عنه وبالتالي فإن انعقاد اللقاء لن يكون له أي مفعول». وقالت المصادر إن «الوفد سيتناول مع باسيل عدة ملفات من بينها الرئاسة والحكومة وعمل مجلس النواب، لا سيما لجهة عدم القبول بالدفع نحو فراغ حكومي ومجلسي يتمّم الفراغ الرئاسي»، مشيرة إلى أن «الهدف الأول من الاجتماع هو العمل على ترتيب الخلاف بما يحول دون تحوّل التفاهم إلى خصومة».
وبحسب مصادر مطلعة على أجواء الفريقين فإن اللقاء هو «بداية لتصويب الأمور. والحزب، كما أكد السيد نصرالله، يده ممدودة إلى التيار، وهو واثق أيضاً بأن يد التيار ممدودة للحزب». وبالتالي، «سيكون النقاش مفتوحاً في كل القضايا التي أثارها رئيس التيار في العلن، من الحكومة إلى ملف الرئاسة إلى كل الملفات الخلافية». وأضافت أن الوضع «يشبه طرفين يحب أحدهما الآخر ووقع خلاف بينهما. سيكون هناك عتب ونقاش مفتوح… وفي النهاية يجب أن يتفقا».
AD
مصادر رفيعة في التيار الوطني الحرّ، من جهتها، رحّبت بـ «مبادرة اللقاء التي جاءت من طرف حزب الله» وأكّدت لـ«الأخبار» أن الحوار «أمر ضروري وجيد. يدنا ممدودة، وعقلنا وقلبنا مفتوحان ولا نسعى إلى الخلاف». لكنها أشارت إلى أن ما جرى «كبير جداً لا يحلّ إذا لم يكن هناك تغيير، وبلقاء فقط على طريقة ما حدث قد حدث. الوضع يحتاج إلى معالجة، ولن تنصلح الأمور من دون معالجته».
من جهة أخرى، كانَ لافتاً الردّ «القواتي» على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي اعتبر أن «نواب الأمة والوزراء مسؤولون عن وصمة العار الجديدة التي تلحق بلبنان من خلال أدائهم غير المقبول، ما أدى إلى فقدان لبنان حق التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة». إذ توجّه عضو كتلة «الجمهورية القوية»، النائب غيّاث يزبك إلى الراعي في تغريدة عبر «تويتر»: «سيدنا البطريرك الراعي، إن المساواة بين نواب يقومون بواجباتهم الدستورية ونواب يتنكرون لها، أمر غير عادل، وأنت سيدُ العدل وصرحُك ملجأ المظلومين، يكفي استخدام تعبير بعض النواب أو عدد من النواب للتّمييز بين الجداء والخراف وتبيان الحق من الباطل، والسلام»”.
البناء:
طهران: واشنطن تغيّر لهجتها بعد اليأس من الاضطرابات… وصنعاء تبشر بتقدم كبير نحو الحل/ حزب الله والتيار الوطني الحر في أول لقاء بعد القطيعة… والطرفان للاستماع أولاً / الكهرباء 6 ساعات الخميس… والدولار يلعب فوق الـ 50 ألفاً… والأمن تحت المراقبة
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة البناء اللبنانية ” بعد الكلام اللافت لوزير الخارجية السعودي فرحان بن فيصل في منتدى دافوس عن وضع العلاقات السعودية الإيرانية تحت عنوان التشارك في التنمية، ومقاربته لملف حرب اليمن على قاعدة أن لا حل إلا بالتسوية السياسية. وقد وضعت مصادر سياسية خليجية الكلام في إطار خروج السعودية من الرهان على الوضع الداخلي في إيران وفرضيات انعكاسه على المفاوضات معها، سواء المفاوضات السعودية الإيرانية او المفاوضات حول ملفها النووي، وصولاً لانعكاساتها على مسار التفاوض مع أنصار الله حول مستقبل التهدئة في اليمن. جاء كلام وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان عن تلقي طهران رسالة أميركية تتضمن دعوة صريحة للعودة الى مفاوضات الملف النووي، معيداً ذلك الى سقوط الرهانات على الأوضاع الداخلية الايرانية، بينما أكدت مصادر انصار الله في صنعاء حدوث تقدّم كبير في مسار التفاوض حول التهدئة في اليمن، واقتراب سعودي من المطالب التي طرحها وفد أنصار الله عبر الوساطة العمانية، وفي مقدّمتها فك الحصار على مطار صنعاء وميناء الحديدة بالتزامن مع تجديد الهدنة.
لبنانياً، يشهد اليوم أول لقاء بين قيادتي حزب الله والتيار الوطني الحر منذ القطيعة التي نشأت على خلفية الأزمة الحكومية والكلام الاتهامي الصادر عن التيار لحزب الله بالتراجع عن التعهدات، والتوتر السياسي والإعلامي بين الطرفين الحليفين، الناشئ أصلاً حول كيفية مقاربة الملف الرئاسي. وقالت مصادر متابعة للملف إن الطرفين يتعاملان مع الجلسة الحوارية الأولى بعناية وحساسية، فلا أوهام حول امكانية التوصل الى تفاهم يتيح القول إن التحالف استعاد حيويته طالما لم يتوصلا الى تفاهم حول الملف الرئاسي، وهو ما لا يمكن توهم تحقيقه بسهولة، ولذلك فإن الحرص على أن يكون اللقاء استعادة للغة الحوار حول الخلافات بدلاً من القطيعة، ما يستدعي خفض سقف التوقعات، وهو ما يعبر عنه الفريقان بالقول إنه ذاهب الى اللقاء بنية الاستماع لمعرفة ما لدى الحليف، وإلا تحول اللقاء إلى لقاء يتيم وأخير، وهو ما لا يرغبه الطرفان، مع إدراكهما لحجم المصاعب التي تعترض طريق إنعاش الحلف بينهما، وحجم التبعات التي تترتب على كل منهما بإعلان إنهاء هذا التحالف.
أمنياً، تتوقف مصادر متابعة أمام مناخات غير مشجعة تستدعي التحليل والمراقبة لمعرفة ما إذا كان الوضع الأمني يحمل مؤشرات على وجود خطة للانتقال الى الفوضى، أم أن المشاهد التي تشير الى توتر وتفلت هي مجرد مجموعة مصادفات متفرقة تقاطعت زمنياً، بينما مالياً واقتصادياً يجذب الانتباه انتقال سعر الصرف إلى اللعب فوق سقف الخمسين ألف ليرة بفاصل زمني قصير عن تخطّي سقف الأربعين ألفاً، ما يثير المخاوف من تسارع القفزات المشابهة، خصوصاً أن المصرف المركزي يواصل ضخ كميات جديدة من الأوراق النقدية المطبوعة، دون وجود أي إشارات لنية نيابية للدخول على الخط لإخضاع طباعة العملة لتشريع خاص.
الخبر المريح للبنانيين جاء من كهرباء لبنان خلافاً للعادة، حيث توقعت مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان أن يكون يوم الخميس أول موعد لتغذية كهربائية لست ساعات يومياً بعدما تكون عمليات تعبئة خزانات الوقود قد تمّت والسفن الواقفة في عرض البحر قد أفرغت شحناتها، والمولدات التي تخضع للصيانة قد أصبحت جاهزة للعمل.
تدور الأمور على المستوى الرئاسيّ في حلقة مفرغة، فليس هناك أيّ تقدّم على مستوى تفاهم القوى السياسية على الحوار، فيما يبرز حراك حزب الله تجاه الأحزاب السياسية، فبعد زيارة قام بها المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل ومنسّق وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا، لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو الأسبوع الفائت، يزور خليل وصفا رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم في المقرّ العام لـ «التيّار» في ميرنا الشالوحي. ومن المنتظر أن يشهد اللقاء البحث في آخر المستجدات السياسية ليبنى على الشيء مقتضاه. وسيكون اللقاء مناسبة لحزب الله للمحاولة الأخيرة مع باسيل بالسير في التوافق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية..
وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أننا «نعمل على البحث عن الحلول للأزمات الداخلية، وفي طليعتها ملء الشغور الرئاسي بشخصية تحمل مواصفات قادرة على توفير عوامل الإنقاذ للبلد، وهذا يحتاج إلى توافقات. فالتوازنات الحالية بما فيها تركيبة المجلس النيابي، لا تسمح لأي فريق بالإتيان برئيس للجمهورية، والطريق المتاح هو الحوار والتوافق، ونحن نتعاطى مع الاستحقاق بأعلى درجات المسؤولية الوطنية، بعيداً عن الاستعراض والشعبوية، لأن المهم القيام بالخطوات التي تساعد في الوصول إلى انتخاب الرئيس، لإعادة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية، والبدء بالعمل الجاد للخروج من الانهيار».
وقال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هذه الحكومة هي مستقيلة ومهمتها تصريف الأعمال. ومن واجبها التفاهم حول تفسير تصريف الأعمال لئلا تخلق إشكاليات نحن بغنى عنها. إن عملها محصور بالمحافظة على الحد الأدنى من تسيير شؤون المواطنين الضاغطة ومنع سقوط الدولة نهائياً، خصوصاً أن مهزلة جلسات انتخاب رئيس للجمهورية لا تزال مستمرة، وقرار عقدها وفقاً للدستور مسلوب. وقال الراعي ليس خوفنا أن تتغير هوية رئيس الجمهورية المارونية وطائفته، بل أن تتغير سياسته ومبادئه ويلتحق بسياسات ومحاور ودول تجاهد ليل نهار للسيطرة على البلاد وتحويله إقليماً من أقاليمها. لكن هذا الأمر مستحيل، لأن قرار التصدي لتغيير هوية الرئيس وكيان لبنان مأخوذ سلفاً مهما كانت التضحيات.
وفيما تأكد أن لا جلسة لانتخاب رئيس هذا الخميس طالما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، لن يوجه الدعوة إلى جلسة لانتخاب رئيس هذا الأسبوع، يعقد الحزب التقدمي الاشتراكي اليوم مؤتمراً صحافياً في مقره في وطى المصيطبة، حيث يتناول خلاله الاستحقاق الرئاسي، إذ يتجه اللقاء الديمقراطي الى تعليق مشاركته في جلسات انتخاب الرئيس إذا بقيت الأمور على حالها من رفض الحوار والتشاور من أجل إنهاء الازمة، كما سيتطرق الى أهمية الحوارات الداخلية، والى ضرورة معالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية وإيجاد حلول للقطاع التربوي، وسط اعلان موظفي وزارة التربية والتعليم العالي الاستمرار بالإضراب لغاية ٢٧ كانون الثاني الحالي.
في المقابل، يستمرّ الاعتصام الذي تنفذه مجموعة من النواب التغييريين لا سيما النائبين ملحم خلف ونجاة صليبا داخل القاعة العامة لمجلس النواب، بهدف الضغط من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية مع تكثيف دعواتهم للبنانيين لمؤازرتهم من الخارج لتنظيم اعتصامات أمام المجلس النيابي وفي المناطق. وبحسب نواب من قوى التغيير فإن المجلس سيتحوّل إلى مسكن دائم، حيث يعمل النواب على تنظيم حياتهم داخل القاعة العامة رغم عدم وجود كهرباء.
وفي الشأن الحكومي، استأنف الرئيس نجيب ميقاتي مشاوراته بشأن المرحلة المقبلة وعقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء. ومن المقرّر أن يشهد السراي الحكومي الأسبوع الطالع سلسلة اجتماعات للجان الوزارية، تمهيداً لجلسة لمجلس الوزراء سيدعو إليها الرئيس ميقاتي لاستكمال جدول أعمال الجلسة السابقة فضلاً عن بنود تتصل بالقطاع التربوي والجامعة اللبنانية وبالشأن الصحي.
ولليوم الرابع على التوالي، تستمر قوات العدو الإسرائيلي بتحريك آليات لتنفيذ أشغال هندسية عند الحدود الجنوبية، وتحديداً في وادي هونين، مقابل قريتي مركبا والعديسة. ومنذ صباح أمس استحضرت قوات العدو آليات جديدة لاستكمال الأعمال، حيث أقدمت جرافات تابعة للجيش الاسرائيلي على تجاوز بوابة السياج التقني في وادي هونين، لتنفيذ أشغال هندسية من دون أن تخرق الخط الأزرق.
في المقابل، نفذ الجيش اللبناني انتشاراً واسعاً في تلك المنطقة، وعلى طول الخط الأزرق، لمنع الإسرائيليين من القيام بأي عملية اختراق للخط الأزرق”.
المصدر: الصحف اللبنانية