لأنَّ “ما لا بُدَّ منه لا حكمةَ بتأجيلِه”، كانَ اجتماعُ الحكومةِ التشاوريُ تحتَ سقفِ السراي الكبير، بحضورِ أكبرِ عددٍ من وزرائها، فتأمنت الميثاقيةُ السياسيةُ لاجتماعٍ غيرِ رسمي، عسى ان تتمكنَ مُقرراتُ المجتمعينَ من رسمِ آليةٍ لادارةِ البلادِ في ظلِّ الشغورِ الرئاسي والتضادِّ السياسي وتفاقمِ الازماتِ التي تَستحكمُ بالبلادِ والعباد..
تشاورَ رئيسُ الحكومةِ نجيب ميقاتي معَ وزرائه، وناقشوا ما كانَ وما سيكون، وخلَصوا الى تشكيلِ لجنةٍ من الوزراءِ القضاةِ لوضعِ معاييرَ تُقاسُ على اساسِها الملفاتُ الملحةُ التي لا تَحتملُ التاجيلَ وتستدعي انعقادَ مجلسِ الوزراء..
هو التشاورُ الحكوميُ اذاً الضامنُ لتسييرِ امورِ الناسِ والذي يرادفُه برلمانياً الحوارُ الذي لا بدَّ منه لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ وتسييرِ امرِ ناسِها والتخفيفِ من حدةِ أزماتِها..
اما الحادثُ الذي ارادَه البعضُ أزمة، فقد طوَّقتهُ الحكمة، والعودةُ الى الوقائعِ الميدانيةِ التي ادت الى حادثِ العاقبية الجنوبيةِ الذي راحَ ضحيتَه جنديٌ ايرلنديٌ من قواتِ اليونفل وسقطَ اربعةُ جرحى بينَهم لبناني ..
وبوعدِ اتمامِ تحقيقٍ شفافٍ وتعقبِ الحقيقةِ حتى انتزاعِها من بينِ انيابِ التضليلِ السياسيِّ والاعلامي، كانت زيارةُ رئيسِ الحكومةِ نجيب ميقاتي وقائدِ الجيشِ العماد جوزيف عون ولجنةِ الشؤونِ الخارجيةِ في البرلمان اللبناني الى مقرِ الاممِ المتحدةِ في الناقورة، حيثُ كانَ الاجماعُ اللبنانيُ والدوليُ على محدوديةِ الحادثِ المنزوعِ من ايِّ ابعاد، وعلى بُعدِ العلاقةِ بينَ الجنوبيينَ وقواتِ اليونيفل الممتدةِ لعقود، وضرورةِ حمايتِها بالتنسيقِ وحُسنِ الاداءِ وتجنبِ الاخطاء..
وفي ظلِّ الخطايا التي اَوصلت البلادَ الى ما هي عليه الآن، محاولاتٌ للتخفيفِ من معاناةِ الناسِ عبرَ اعادةِ باصاتِ الدولةِ الى العملِ ضمنَ مشروعٍ رعاهُ وزيرُ الاشغالِ علي حمية منذُ استقدامِ باصاتِ الهبةِ الفرنسيةِ الى تصليحِ ما امكنَ من تلكَ اللبنانية. وبعدَ تجربةٍ ميدانيةٍ اليومَ أكدَ الوزيرُ حمية اطلاقَ الباصاتِ في شوارعِ بيروتَ ابتداءً من الاثنينِ المقبل، على املِ الّا تُعيقَها تكلفةُ المازوتِ ورواتبُ ما تبقى من موظفينَ في هذا القطاع .
المصدر: قناة المنار