نحنُ دولةٌ لا نقبلُ الهبات ، ونَستعطفُ على أبوابِ البنوك الدوليةِ والسفارات ، نحنُ دولةٌ تخافُ العروضَ الايرانيةَ لاقامةِ محطاتٍ لانتاجِ الكهرباء ، حتى لا يغضبَ الاميركان.
الى السُلفِ الكهربائيةِ دُر معَ الحديثِ عن موافقةٍ مبدئيةٍ للمصرفِ المركزي على اعطاءِ مؤسسةِ كهرباءِ لبنانَ سُلفةً لشراءِ كمياتٍ من الفيول كانَ بالامكانِ الحصولُ عليها بالمجانِ والتوفيرُ على الخزينةِ وجيوبِ المواطنينَ مبالغَ تَزيدُ من حالةِ الارهاقِ والاستنزافِ المالي، الا أنَ الموافقةَ النهائيةَ للمصرفِ المركزي لن تأتيَ بالطبع دونَ اشارةِ القبولِ من السفارةِ الاميركية .
واِن كانَ الحصارُ الاميركيُ واقعاً، الا انه ليسَ بالقدَرِ الذي لا بدَّ منه ، في حالِ تضافرَ اللبنانيون، وقلَّ الخانعون المستسلمون الذين ينتظرون أوامرَ من وراءِ الحدودِ سواءٌ في ملفِ الكهرباءِ أم انتخابِ الرئيس. رئيسُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائبُ محمد رعد، اكدَ انَ هناكَ من يتعنتون في موضوعِ انتخابِ الرئيسِ لانهم يريدون رئيساً يأتي به الاخرون من خارجِ البلاد ، وهذا لن يكون ، مهما طالَ الزمن .
الزمنُ يعيدُ نفسَه في التفجيراتِ الدمويةِ معَ اختلافِ المكان، عشراتُ الضحايا سقطوا في قلبِ مدينةِ اسطنبول التركيةِ عندما انفجرت عبوةٌ ناسفةٌ في شارعِ تقسيم المكتظِ الذي لا يعرفُ النومَ ليلَ نهار ، فقضى من قضى من مواطنين وسُياح، اما المهاجرون الافارقةُ فيُقتلونَ يومياً من قبلِ قواتِ الامنِ السعوديةِ على الطريقةِ الاميركيةِ في قتلِ الهنودِ الحمر. وتتحدثُ المصادرُ عن مقتلِ خمسةِ اشخاصٍ يومياً كحدٍ ادنى بينَ اصطيادٍ او تعذيب، اما الفاجعةُ الاخيرةُ فوقعت بعدما قطعَ مهاجرون ما يقاربُ الألفي كيلومتر عبرَ اليمنِ الى السعودية . حرسُ الحدودِ تعمدَ الصعقَ بالكهرباءِ حتى الموتِ لعشراتِ المهاجرين الباحثين عن حياةٍ افضل. جرائمُ لا تَلحَظُها لا وسائلُ اعلامٍ عربيةٌ ولا خليجيةٌ ولا دوليةٌ ولا حتى محلية، فالجريمةُ مَرَّت ، كأنَ شيئاً لم يكن.
المصدر: قناة المنار