ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 28-10-2022 في بيروت على عدد من المواضيع وجاءت افتتاحياتها على الشكل التالي..
الاخبار
نصرالله يعلن «إنجاز المهمة» بـ «انتصار كبير»
تفاهم الناقورة: حقوق بلا أثمان
تناولت جريدة الأخبار الشأن الداخلي وكتبت تقول “بالتزامن مع انتزاع لبنان حريته في التنقيب والاستخراج، وصولاً إلى «الخط 23+»، والتوقيع الرسمي على الاتفاق في الناقورة، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن «المهمة أنجزت» بعدما نجحت المقاومة في المهمة التي ألقتها قيادتها على عاتقها، معلناً انتهاء التدابير والإجراءات والاستنفارات الاستثنائية والخاصة بملف المفاوضات والتي قامت بها المقاومة منذ عدة أشهر، إما لمنع العدو من استخراج الغاز في حال حاول ذلك قبل حصول لبنان على حقوقه، ولمواجهة أي اعتداء إسرائيلي. وأكد نصرالله أن المهمة انتهت «بانتصار كبير وكبير جداً للدولة والشعب والمقاومة في لبنان، وكانت تجربة مهمة وغنية جداً تستحق التوقف عندها وعند نتائجها ودلالاتها» وهو ما سيتناوله في كلمة له مساء غد.
وبما لا يقل أهمية، أكد الأمين العام لحزب الله أن «أي كلام عن التطبيع والاعتراف هو تجن»، مشيراً إلى أن المسؤولين في الدولة اللبنانية «لم يقدموا على أي خطوة تعطي شبهة تطبيع»، في تأكيد على أن لبنان انتزع حقوقه من دون أن يقدم ثمناً سياسياً يتصل بهويته وموقعه في الصراع مع إسرائيل، وهو هدف كان يسعى إليه الأميركي والإسرائيلي على حد سواء. ومن أبرز هذه المؤشرات رفض لبنان صورة مشتركة مع الوفد الإسرائيلي في الناقورة، إضافة إلى حرصه على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع العدو.
من جهته، أكّد رئيس الجمهورية ميشال عون أن «إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي أبعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية التي ينتهجها لبنان في علاقاته مع الدول». وشدد على «أننا أخذنا حقنا بالترسيم وزيادة، والترسيم سيسمح باستخراج الغاز والنفط لإخراج لبنان من الحفرة. هذه هديتي للبنانيين قبل أن أغادر». وأكد «أننا قمنا بترسيم الحدود كي لا نقع في حرب، وهو نتيجة مصلحة واستقرار وليس نتيجة سلام مع إسرائيل، ولا توجد أي ورقة أو إمضاء أو أي شيء آخر في عملية توقيع اتفاق الترسيم تؤدي إلى اتفاق سلام».
ووقّع عون في قصر بعبدا أمس رسالة تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية عن نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية التي سلمه إياها الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين، وهي تؤكد أن «لبنان حصل على الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة اللبنانية كاملة والتي كان أودعها الأمم المتحدة العام 2011 واعتمدت في المرسوم الرقم 6433».
بعد التوقيع، توجّه أعضاء الوفد اللبناني الرسمي إلى الناقورة لتسليم الرسالة الرئاسية إلى هوكشتين، وتسليم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جوانا فرونتيسكا رسالة وقعها وزير الخارجية تتضمن تأكيد الإحداثيات المرتبطة بالحدود البحرية اللبنانية لإيداعها الأمم المتحدة وفقاً للآليات المتبعة في قانون البحار. وضم الوفد المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، مفوض الحكومة لدى قوات اليونيفيل العميد منير شحادة، عضو مجلس إدارة هيئة النفط وسام شباط ورئيس مركز الاستشارات القانونية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير أحمد عرفة.
وكان الرئيس عون اجتمع بالوفد قبل الظهر، وتم رسم توجهات تفصيلية تتعلق بالشكليات، منها ضرورة التثبت من عدم وجود أي كاميرات تصوير أو استخدام الهواتف من قبل الحضور في الاجتماع، وعدم التحدث مع الوفد الإسرائيلي تحت أي ظرف، ومنع أي عضو من الوفد الإسرائيلي من الاقتراب من طاولة الوفد اللبناني. وعدم التعامل مع الوفد الإسرائيلي بأي نوع من الإشارات الودية، وصولاً إلى أنه من الأفضل عدم النظر صوبهم.
وخلال الاجتماع وصلت معلومات عن وجود خرق إسرائيلي للمياه الإقليمية، وتصرف لبنان معها على أنها رسالة مقصودة من جانب العدو. فطلب من الوفد البقاء في باحة مهبط المروحية وعدم التوجه إلى الخيمة، وطلب إلى العميد شحادة التواصل مع الجهات الدولية التي قالت إنه لم يحصل خرق، لكن شحادة قال إنه ينتظر الأمر من قيادة الجيش اللبناني التي أخذت بعض الوقت قبل أن تؤكد تراجع زوارق العدو بعيداً عن المياه الإقليمية.
وعندما حاول الوفد الإسرائيلي خلال الاجتماع التوجه بالكلام إلى الوفد اللبناني شاكراً، لم يلتفت إليه الوفد اللبناني الذي سارع إلى تسليم الوسيط الأميركي ومنسقة الأمم المتحدة الرسائل والتوجه إلى خارج الخيمة، حيث رافقهم هوكشتين وأخذ معهم صورة تذكارية. بينما اقتصرت الصور داخل الخيمة على لقطة لشقير وهو يسلم هوكشتين رد الرئيس عون وصورة أخرى عند تسلم هوكشتين الرسالة الإسرائيلية.
وقد عمل فريق أميركي ودولي على التثبت من عدم وجود أي مصور إلا واحد يمثل الأمم المتحدة الذي منع من التقاط صور عامة تجمع الوفود الثلاثة، وهذا ما يفترض أنه حصل.
وسلم الوفدان اللبناني والإسرائيلي الوثيقة إلى الوسيط الأميركي في غرفة كل على حدة، في حضور فرونيتسكا والسفيرتين الفرنسية آن غريو والأميركية دوروثي شيا. وتزامنت عملية التسليم مع تدابير مشددة اتخذها الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
إسرائيلياً، ومع استكمال المسارات القانونية في كيان العدو واختتام الإجراءات التي أنهت مرحلة من المفاوضات غير المباشرة، بدأت الحكومة هجوماً مضاداً على المعارضة في التوظيف السياسي الداخلي للاتفاق الذي يأتي قبل 5 أيام من الانتخابات العامة. ومن المرجح أن تشهد الأيام المقبلة الكثير من المواقف التي تبالغ في «إنجازات» الاتفاق إسرائيلياً.
وأقرت الحكومة الإسرائيلية، في جلسة خاصة أمس، اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بعد أسبوعين من عرضه على الكنيست. في بداية الجلسة قال لابيد: «الاتفاق يحصّن أمن إسرائيل وحرية عملها في مواجهة تهديدات حزب الله في الشمال»، ووصفه بأنه «إنجاز سياسي… ليس في كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي»، في موقف تفوح منه رائحة المبالغة لأهداف انتخابية. إذ إنه لم يدّع مثل هذا الكلام في ذروة السجال على الاتفاق مع رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، واختار الإدلاء به في يوم التوقيع على مسافة أيام من الانتخابات.
بعد ذلك، انتقل الوفد الإسرائيلي إلى الناقورة. ولفت موقع «يديعوت» إلى أنه لم يتم أخذ صورة مشتركة مع الوفد اللبناني «لأن لبنان معني بعدم الإيحاء بأي نوع من التطبيع بين الطرفين». وضم الوفد الإسرائيلي مدير عام وزارة الطاقة، ليؤت شيلت، وعضو مجلس الأمن القومي، أفيفيت بار إيلان، ورئيس الجهاز السياسي في وزارة الخارجية، عليزه بن نون، وممثل قسم التخطيط الاستراتيجي في الجيش ومندوب المستشار القضائي لوزارة الخارجية، الذين رافقوا المفاوضات.
وفي خطوة كشفت ارتداع إسرائيل بفعل تهديد المقاومة، رغم أنها حاولت في الشكل الإيحاء بخلاف ذلك، ذكر بيان صادر عن وزارة الطاقة الإسرائيلية أن إسرائيل بدأت أمس (الأربعاء) باستخراج الغاز الطبيعي من حقل «كاريش» في البحر الأبيض المتوسط، قبل يوم واحد من توقيع الاتفاق مع لبنان.
إلى ذلك، وصف الرئيس الأميركي جوزف بايدن الاتفاق بـ«التاريخي» الذي «سيؤمن مصالح كل من إسرائيل ولبنان، ويمهد الطريق لمنطقة أكثر استقراراً وازدهاراً».
البناء
هوكشتاين يكشف سر التوصل للاتفاق غير المباشر: لو وقعت الحرب لتعطلت تجارة المتوسط
لبنان يختتم المفاوضات بربط تسليم الرسائل بانسحاب زوارق الاحتلال إلى خلف الخطوط
نصرالله يعلن الإنجاز وإلغاء الاستنفار… وعون يلوّح بمرسوم استقالة الحكومة: أخذنا حقنا بحراً
صحيفة البناء كتبت تقول “كان يوم البحر والنفط والغاز بالنسبة للبنان، ولم يعكر صفوه الحديث الإسرائيلي عن مكاسب فارغة، بينما كل قادة الرأي في كيان الاحتلال، وفي الداخل الأميركي يقولون علناً، لقد نال لبنان 100% من البنود المختلف عليها، وهو ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز ليل أمس من مكتبها في القدس المحتلة، بينما كشف الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين في حوار تلفزيونيّ سرّ التراجعات الأميركية الإسرائيلية لصالح لبنان بقوله، إن الخشية من الحرب كانت خلف التوصل إلى التفاهمات، مشيراً الى أن الحرب كانت تهديداً واقعياً، وإنها لو وقعت لتعطلت كل حقول النفط والغاز ومعها التجارة الدولية في البحر المتوسط، بما فيها تعطيل تدفق موارد الطاقة بين الخليج وأوروبا.
في الناقورة كان المشهد كافياً للقول إن اليد اللبنانية هي العليا، حتى في الشكل، عندما رفض الوفد اللبناني المعني بتسليم رسائل الموافقة على الوثيقة الأميركية واعتماد إحداثيات الحقول، الدخول الى القاعة الرسمية في مقر الأمم المتحدة قبل أن يسحب جيش الاحتلال الزوارق الحربية التي تجاوزت الخطوط والإحداثيات التي ترسم حقوق لبنان، ما أجبر الإسرائيلي على الالتزام بالطلب اللبناني، لضمان إنجاز بلوغ نقطة النهاية في المفاوضات.
سياسياً، شرح نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، تفاصيل المفاوضات ومصاعبها ونقاط القوة اللبنانية، التي تمثلت بوحدة الموقف والاستثمار على اللحظة الدولية المؤاتية، وكان موقف المقاومة ومقدراتها بيضة القبان التي وضعت الأمور في نصاب الاختيار أن يحصل الجميع على الغاز أو عدم حصول أحد على أي شيء، وتوسع في تقديم الأدلة التي تقول إن لا تطبيع ولا اعتراف ولا تفاوض مباشر يمكن اتهام الدولة اللبنانية بالوقوع في محاذيرها.
الكلام المبدئي الذي قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، كان تقديراً للإنجاز واعتبار ما جرى تجربة نموذجيّة تستحق الدراسة، وأخذ الاستنتاجات منه، سواء لجهة ثبات الموقف الرسمي، أو لجهة استثمار قوة المقاومة ومشاركتها في حماية المصالح الوطنية، وأعلن السيد نصرالله إنهاء الاستنفار الخاص بملف النفط والغاز وحقول البحر، مشيراً الى نيته التحدث يوم غد السبت مساء عن كل ما يتصل بالملف.
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي قاد التفاوض وأعلن عن الإنجاز، ووقع رسالة الموافقة، تحدث عن الإنجاز ليلاً في حوار صحافي، وتطرق الى مواضيع عديدة من أبرزها الملف الحكومي فاتحاً الباب لتفاهم اللحظة الأخيرة قبل نهاية عهده، ملوحاً بتوقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة في نهاية المسار إذا بقي البلد دون حكومة.
وأعلن السيد نصرالله انتهاء مهمة المقاومة وكل التدابير والإجراءات التي كانت متخذة سابقاً في الجانب المتعلق بها في ملف ترسيم الحدود. مؤكدًا أنّ ما حصل هو انتصار كبير وكبير جداً للبنان الدولة والشعب والمقاومة. ولفت إلى أنّ هناك «مَن طقت الفيوزات تبعن» بسبب ما حصل والنتائج التي لم يكونوا يتوقعونها وبدأوا يتحدثون بجمل غير مفهومة نتيجة الصدمة».
وأضاف: «وقائع توقيع ترسيم الحدود من ناحية الشكل تؤكد أنّ أيّ حديث عن التطبيع لا أساس له وهو تجنّ، وكل ما حصل هو مفاوضات غير مباشرة، والوفدان اللبناني و»الإسرائيلي» لم يلتقيا وتوقيع كل طرف سيكون على ورقة خاصة، وأنّ «هذا الذي وقعه فخامة الرئيس وسيتم ابلاغه في الناقورة هو ليس معاهدة دولية ولا ينطوي على تطبيع مع «اسرائيل» التي تعترف أنها لم تحصل على أي ضمانات أمنية».
وشدّد السيد نصر الله على حرص المسؤولين اللبنانيين على ألاّ يقدموا على أيّ عمل لو بالشكل يمكن أن يعطي شبهة تطبيع، مشيرًا إلى أن «العدو الإسرائيلي اعترف أنه لم يحصل على أي ضمانات أمنية في ملف ترسيم الحدود البحرية»، مؤكدًا أن «لبنان أنجز خطوة مهمة ستضعه أمام مرحلة جديدة في تاريخه». وأعلن السيد نصرالله أنه سيؤجل الحديث عن وجهة نظر حزب الله حول ما جرى ودلالاته عن تقييم حزب الله لملف الترسيم إلى مساء السبت المقبل.
ودخل لبنان رسمياً نادي الدول النفطية العالمية، إذ بات بإمكان الشركات الأجنبية الثلاث العاملة في لبنان البدء بالحفر والتنقيب والاستخراج منذ اليوم. وبعد مفاوضات شاقة وغير مباشرة تطلبت عقداً كاملاً بوساطة أميركية ورعاية أممية، وقع لبنان وكيان الاحتلال كل على حدة الرسالة الأميركية المتعلقة بترسيم الحدود البحرية.
وكانت وسائل الإعلام تابعت وقائع يوم الترسيم الطويل وجولة الوسيط الأميركي ومواقفه ومواقف المسؤولين اللبنانيين في كل محطات ومراحل التوقيع. وقد سلّم الوفد اللبناني الموفدَ الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين الرسالةَ الموقّعة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وفي غرفة أخرى، سلّم وفد الاحتلال الإسرائيلي أيضاً رسالتَه الموقّعة الى هوكشتاين.
وكان أعضاء الوفد اللبناني وصلوا إلى الناقورة قرابة الثالثة والدقيقة الـ 20 الى مقر «اليونيفيل» لتسليم الرسالة الرئاسية إلى هوكشتاين وتسليم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا رسالة وقعها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، تتضمّن تأكيد الإحداثيات المرتبطة بالحدود البحرية لإيداعها الأمم المتحدة وفقاً للآليات المتبعة في قانون البحار. وضمّ الوفد مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير والعميد الركن منير شحادة مفوض الحكومة لدى القوات الدولية، وسام شباط عضو هيئة إدارة النفط وأحمد العرفة رئيس مركز الاستشارات القانونية. وتأخّرت عملية التسليم عن موعدها قرابة الساعة بعد رفض الوفد اللبناني دخول الغرفة للتوقيع قبل انتهاء الخرق «الإسرائيلي» البحري.
وسبق مراسم الناقورة التي شاركت فيها سفيرتا الولايات المتحدة وفرنسا دوروثي شيا وآن غريو وممثلة الأمم المتحدة يوانا فرونتسكا، جولةٌ قام بها هوكشتاين على المسؤولين اللبنانيين. ثم استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا هوكشتاين في حضور السفيرة شيا ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب ومدير عام الأمن العام اللواء عباس. وتسلّم عون من الوسيط الأميركي الرسالة الأميركية الرسمية في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية الجنوبية التي تتضمّن حصيلة المفاوضات ونوّه هوكشتاين بدور عون في الوصول إلى هذه النتيجة والأخير شكر الوسيط على الجهود.
ووقع رئيس الجمهورية الرسالة التي تحمل موافقة لبنان على مضمون الرسالة الأميركية عن نتائج المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية. وقال «إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي أبعاد سياسية او مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول»، وبعدها، ترأس عون اجتماعاً لأعضاء الوفد المغادر الى الناقورة وزوّدهم بتوجيهاته.
ولفتت أوساط مطلعة لـ»البناء» أن كل بنود تفاهم الترسيم ووقائع المفاوضات غير المباشرة في المرحلة الماضية وفي الناقورة وطبيعة الوفد اللبناني وسلوكه، أثبت بأن تفاهم الترسيم ليس معاهدة ولا أي شكل من أشكال التطبيع ولا اعتراف بالعدو، وليس ترسيماً للحدود البحرية بل تحديد للمنطقة الاقتصادية، وبالتالي أسقط كل الاتهامات والادعاءات السياسية بأن لبنان سيعترف بالعدو. موضحة أن ذكر كلمة «إسرائيل» في الوثيقة الأميركية والأمم المتحدة لا يعني الاعتراف بها، بل سبق وذكرت كلمة «إسرائيل» في اتفاق الإطار واتفاق الهدنة. ولفتت الى أن المفاوضات غير مباشرة والتفاهم لم يمنح العدو أي ضمانات أمنية ولم يتضمن أي تعاون اقتصادي ولبنان ليس شريكاً بأي علاقة أو تعويضات بين شركة توتال التي ستعمل في حقل قانا والعدو، كما لم يجتمع الوفد اللبناني مع الوفد الإسرائيلي في الناقورة ولم يوقع على الوثيقة نفسها التي وقع عليها العدو.
وشددت الأوساط على أن وقائع الترسيم أكدت أنه جاء لمصلحة لبنان بالدرجة الأولى، حيث نال أكثر ما يمكن أن يناله في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والمالية الصعبة التي يعانيها لبنان وفي ذروة الحصار الخارجي عليه بشتى المجالات، حيث كان المعروض علينا الخط 1 الذي رسمه العدو وبالحد الأقصى خط هوف الذي رسمه الأميركي. مذكرة بالطريقة الساخرة التي تحدث بها الوسيط الأميركي هوكشتاين في أول زيارة له الى لبنان منذ أشهر قليلة، حيث قال إن على لبنان أن يقبل بما يُعرَض عليه لأن وضعه الداخلي وظروفه لا تسمح له الرفض.
وتضيف الأوساط الى أن أحد أهم أسباب الحصار الخارجي والضغوط والعقوبات على لبنان هو دفع لبنان للتنازل في ملفين: سلاح المقاومة وتحديداً تطوير الصواريخ الاستراتيجية والدقيقة، والتنازل في ترسيم الحدود. مشددة على أنه صحيح أن الحاجة الاوروبية للغاز والبحث الأميركي عن بديل عن الغاز الروسي وحاجة العدو الإسرائيلي لاستثمار حقل كاريش أسباب أدت الى توقيع الترسيم، لكن لولا تهديد حزب الله بالحرب الذي حصن الموقف اللبناني الرسمي لكان العدو بدأ الاستخراج في كاريش وفق المخطط والضرب بعرض الحائط كل التفاهمات. مذكرة بأن طاقم الشركة العاملة في كاريش جمّد أعماله فور تهديد السيد نصرالله لها وإرسال المسيرات.
وأكد بوصعب في حديث تلفزيوني أن وجود المقاومة وسلاحها والتهديد بالمسيرات شكل قوة دعم كبيرة للموقف الرسمي وساهم الى حد كبير بالإنجاز المحقق لكون الأميركيين والاسرائيليين بحاجة للاستقرار لاستخراج النفط. واعتبر وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، أنّ «الولايات المتحدة الأميركية هي الضامن لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و»إسرائيل»». وشدّد، في تصريح تلفزيوني على أنّه «إذا تم منعنا من التنقيب عن الغاز، لدينا القدرة لمنع «إسرائيل» التنقيب عن الغاز أيضًا».
وقبيل توقيع الوثائق، صدّقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على الاتفاق، وذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء خُصّص للموضوع. وأعلن مكتب رئيس وزراء العدو يائير لبيد في رسالة قصيرة للصحافة، أوردتها «وكالة الصحافة الفرنسية» أن «حكومة «اسرائيل» وافقت للتو على الاتفاق بشأن الحدود البحرية بين «اسرائيل» ولبنان». وحاول لابيد التغطية على التراجع والتنازل الذي خضعت له حكومته تحت وطأة تهديدات المقاومة في لبنان واحتواء غضب معارضيه والادعاء بتسجيل انتصار، بقوله في مستهل الاجتماع: «ان لبنان اعترف بدولة «إسرائيل» في اتفاق ترسيم الحدود البحرية، وهذا إنجاز سياسي، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة «إسرائيل» في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره».
في المواقف الدولية، هنّأ الرئيس الاميركي جو بايدن «»إسرائیل» ولبنان على إبرام اتفاقھما رسمیاً من أجل حلّ النزاع الحدودي البحري الذي طال أمده»، معتبراً «أن هذه الاتفاقیة تقرّبنا خطوة واحدة من تحقیق رؤیة لشرق أوسط أكثر أمانًا وتكاملاً وازدھاراً، ما سوف یوفر منافع لجمیع شعوب المنطقة».
وأطلق الرئيس عون سلسلة مواقف بارزة من جملة استحقاقات وملفات حوار على قناة «أل بي سي» مساء أمس، وشدّد على «أننا أخذنا حقنا بالترسيم «وزيادة» وثبتناه وأعطينا أملا جديداً للبنانيين والترسيم سيسمح باستخراج الغاز والنفط وهي الوسيلة لإخراج لبنان من الحفرة وهذه هديتي للبنانيين قبل أن أغادر، وقمنا بترسيم الحدود كي لا نقع في حرب، وهو نتيجة مصلحة واستقرار وليس نتيجة سلام مع «إسرائيل»، وهدفنا ترسيم الحدود البحرية بهذه المرحلة، ولاحقاً نبحث في ملف الحدود البرية مع «إسرائيل» بالحوار لأننا لسنا هواة حرب، ولا توجد أي ورقة أو إمضاء أو أي شيء آخر في عملية توقيع اتفاق الترسيم يؤدي الى اتفاق سلام».
وحول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قال: «طلبت تغيير حاكم مصرف لبنان ولكن لم أحظَ بموافقة ومحاربة الفساد صنعت لي عداوات عديدة، لمن يتهمون فريقنا السياسي بالفساد في ملفات كالكهرباء، والسدود، والتعيينات، ونتحدّى اليوم على الرغم من كل الوسائل التي يستخدمونها أن يثبتوا أن شخصاً من «الوطني الحر» سرق قرشاً واحداً وأنا تحدّيت العالم وفرنسا».
وأكد أن «حزب الله يتضامن معنا بصمت، وكان هناك نوع من المعاونة الصامتة بين التوأم حركة أمل وحزب الله الذي لا يمكن فصلهم لأنه سيسقط دم، لكننا نأخذ على حزب الله عدم الالتزام بالنقطة الرابعة بالاتفاق، لكن الموضوع الاستراتيجي يقتضي أن نبقى حلفاء، وبقاء السلاح له سبب ومن يقول بأنه يريد نزع سلاح الحزب هو خصم سياسي لهم». وأردف: «حزب الله ليس إرهابياً وعندما كنت في المانيا قيل «حزب الله الإرهابي» فسألتهم: أين مارس حزب الله الإرهاب؟». وتابع: «حزب الله لم يقم بالإرهاب وهو حارب وحرر وطنه من «إسرائيل» بعد أن سكت الجميع عن احتلال أرضنا».
وأعلن عون أنه «أنا على وشك توقيع مرسوم قبول استقالة حكومة نجيب ميقاتي، والحكومة الحالية لا تتمتّع بالثقة ولا يُمكنها أن تحكم وأنا على وشك توقيع مرسوم قبول استقالتها، ولا إرادة لميقاتي بتأليف حكومة ويجب ان تكون هناك وحدة في معايير التشكيل وسأعطي فرصة الى حين نهاية ولايتي».
وردّ ميقاتي على عون في بيان، وقال: «أشاطر فخامته القول إن الدستور هو الحكَم والفصل في كل القضايا، أما بشأن ما تحدث عنه فخامته من مسائل خاصة ووقائع مجتزأة ومحرّفة او غير صحيحة،… فاكتفي بالقول بأسف: أحياناً تخون كبارنا الذاكرة فتختلط الوقائع بالتمنيات والحقائق بالأوهام».
المصدر: صحف