شيءٌ ايجابيٌ كسرَ انكماشَ المشهدِ اللبناني وتَرجَمَ بعضاً مما يمكنُ ان يُحقِقَهُ الاصرارُ على متابعةِ الملفاتِ اذا كانت وِجهتُها وطنيةً واهدافُها محسومة : الامنُ العامّ اللبناني، ووَفقَ خطةِ استئنافِ قوافلِ العودةِ الطوعيةِ للنازحينَ السوريين، يُسيِّرُ غداً الدُفعةَ الرابعةَ والعشرينَ من هذه القوافلِ وعلى متنِ حافلاتِها سبعُمئةٍ وواحدٌ وخمسونَ سورياً يعودونَ الى بلدِهم وبالتنسيقِ معَ السلطاتِ هناك ، على ان يتواصلَ قطارُ القوافلِ تباعاً كما وعدَ المديرُ العامّ للامنِ العام اللواء عباس ابراهيم متوقعاً ان تكونَ اعدادُ العائدينَ فيها اكبرَ من دونِ ان يؤثّرَ في ذلكَ ايُ عرقلةٍ خارجية..
وليسَ من حاجةٍ للبنانَ في هذا الاسبوعِ أكبرُ من تاليفِ حكومةٍ قبلَ ايامٍ معدوداتٍ من نهايةِ عهدِ رئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون الذي التقى صباحاً الرئيسَ المكلفَ نجيب ميقاتي ، وظهراً تحدثَ امامَ الاعلاميينَ المعتمدينَ في القصرِ الجمهوري معلناً انَ تطبيقَ معاييرَ واحدةٍ في التشكيلِ هو المدخلُ الصحيحُ لإنتاجِ حكومةٍ فاعلةٍ وقادرةٍ على إدارةِ البلدِ وانه طلبَ من ميقاتي المساواةَ بينَ الجميعِ في التاليفِ والعودةَ مساءً إلى قصرِ بعبدا لإصدارِ المراسيم.
وبانتظارِ ان يعودَ ميقاتي الى القصر، لا تراجعَ معلناً الى الانَ عن الموعدِ المحددِ يومَ الخميسِ المقبلِ لتوقيعِ تفاهمِ الترسيمِ البحري في الناقورة، وغداً ياتي الموفدُ الاميركيُ الى بيروتَ مسبوقا ًباعترافات ٍصهيونيةٍ لا تتوقفُ بانَ الكيانَ المؤقتَ انكسرَ في هذه القضيةِ امامَ تهديداتِ المقاومة ، فأقرَّ المفوضُ السابقُ لشكاوى جنودِ الاحتلالِ اسحاق بريك بانَ يائير لبيد كانَ عاجزاً عن مواجهةِ معادلاتِ الامينِ العامِّ لحزبِ الله، وهو اِن لم يفعل ذلك فانَ الدمارَ سيكونُ فظيعاً في كيانِه في ايِّ مواجهةٍ قد تندلعُ بسببِ ذلك، ويسألُ اسحاق بريك: ماذا سنحققُ إن اعَدْنا لبنانَ الى العصرِ الحجري اذا كنا نحنُ ايضاً سنعودُ الى العصرِ الحجري؟.
في فلسطين، حجارةُ حاراتِ ومنازلِ نابلس انصهرت برصاصِ مقاوميها وهي التي قدَّمت اليومَ خمسةَ شهداءَ خلالَ تصدٍّ بطوليٍّ لمحاولةِ اقتحامٍ صهيونيةٍ يعيدُ المشهدَ الفدائيَ الى سكّتِه في الضفةِ المحتلةِ ويجعلُ العدوَ يَحشِدُ كلَّ قواتِه فيها حائرا ً كيفَ سيواجهُ انتفاضةً جديدةً مختلفةً هذه المرةَ بالاسلوبِ والتكتيك.
المصدر: قناة المنار