كلما رُتقت حكومياً من مكانٍ فُتقت من مكانٍ آخر، ولا من يرى بعينِ العطفِ والرحمةِ الى واقعِ البلدِ وحالِ الناسِ معَ ضيقِ الوقتِ وصعوبةِ الخيارات..
كلُّ المساعي عُلِّقت على نكدٍ سياسيٍّ من هنا ومزايدةٍ في غيرِ محلِّها من هناك، وهناكَ على مرمى ايامٍ قليلةٍ خياراتٌ مُرّةٌ بفراغٍ رئاسيٍ وتداعياتٍ حكومية..
الملفُ الحكوميُ حضرَ اليومَ في عينِ التينة بينَ الرئيسِ نبيه بري واللواءِ عباس ابراهيم. وبعد تحقيقِ المساعي المتشعبةِ الخطوطِ لتقدمٍ في اليومينِ الاخيرينِ على مستوى تسميةِ الوزراء، عادت الامورُ الى الوراءِ بطرحِ عدمِ منحِ الثقةِ من تكتلِ لبنانَ القوي للحكومةِ الميقاتية، ما جَمَّدَ المواقيتَ التي ضُربت على نيةِ تحقيقِ اختراق، معَ تأكيدِ الساعينَ على مواصلةِ حَراكِهم، عسى ان يتمكنوا من ترميمِ الموقفِ قبلَ فواتِ الاوان..
وبحسَبِ مرصدِ عينِ التينة فلا يمكنُ الحديثُ عن جدّيّةٍ في تشكيلِ حكومة، بحسَبِ المعاونِ السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، والاخطرُ – كما قال – انعدامُ الجديةِ لانتخابِ رئيسٍ للجمهورية، مبدياً استعدادَ الرئيسِ نبيه بري لاطلاقِ حوارٍ واسعٍ للتفاهمِ حولَ هذا الاستحقاق ..
في استحقاقِ الترسيمِ الذي باتَ على مرمى ايام، أكدت رئاسةُ الجمهوريةِ أنَ ما تحققَ هو نتيجةُ قرارٍ لبنانيٍ يعكسُ وحدةَ الموقفِ الوطني، وحصيلةُ مفاوضاتٍ شاقةٍ وصعبةٍ لم يُقدِّم خلالَها الفريقُ اللبنانيُ أيَّ تنازلات، ولا خضعَ لأيِّ مساوماتٍ أو مقايضاتٍ أو صفقاتٍ أو اراداتِ دولٍ خارجية..
بارادةٍ يمنيةٍ عادت المسيرات وصواريخ الجيشِ واللجان – باسمِ الشعبِ المظلومِ والمحاصرِ – الى تأديبِ قوى العدوانِ الذين يَسرقونَ خيراتِ اليمنِ النفطية، ويشنونَ بها حرباً عليه. وبعدَ التهديداتِ التي اطلقَها القادةُ اليمنيونَ لقوى العدوانِ ومُرتزِقَتِهم، نَفَّذَ الجيشُ اليومَ القِصاص، واستهدفَ ناقلةَ نفطٍ عملاقةً في ميناءِ الضبة في حَضْرَمَوت، كانت تستعدُّ لسرقة مليونَي برميلٍ من الخامِ المنتجِ من حقولِ المسيلة، في رسالةٍ دقيقةِ الهدفِ والتوقيتِ من اليمنيينَ للشركاتِ المشاركةِ بسرقةِ نفطِهم، ولمشغِّلِيها من دولِ العدوانِ ورُعاتِهِا الدوليين..
المصدر: قناة المنار