لبنانْ يحقِّقُ المركزَ الثانيَ عالمياً بحسَبِ البنكِ الدولي بعدَ زيمبابوي، لكنْ من حيثُ التضخمُ باسعارِ الموادِّ الغذائيةِ الذي بَلَغَ مئةً وثمانيةً وتسعينَ بالمئةِ في الاشهرِ الثمانيةِ الاولى من العامِ الحالي.. وإنْ استمرت السياساتُ الاقتصاديةُ على حالِها فإنَّهُ ذاهبٌ الى المركزِ الاولِ بلا منافِس.. فهل يتنفَّسُ اللبنانيون الصعداءَ ويُحسنونَ استخدامَ ثروتِهم المحرَّرةِ من أعماقِ البحار؟.. فيُخفِّفوا من التضخُّمِ الاقتصادي الذي تعانيهِ البلاد.؟
وللاسراعِ في تخفيفِ المعاناة، دعوةٌ من رئيسِ الجمهوريةِ العماد ميشال عون لشركةْ “توتال” للإسراعِ بالتنقيبْ في البلوك رقمْ تسعة، للتعويضِ عن الوقتِ الذي انقضى بمفاوضاتِ الترسيم..
أمَّا استمرارُ البعضِ بالتضليلِ، والتنقيبِ في التاريخِ الأسودِ، لاستخراجِ شعاراتِ التطبيعِ، ورسمِ خطٍّ لعلاقةٍ مستجدةٍ معَ العدوِ الصهيوني، فهي اوهامٌ من مخلَّفاتِ “السابع عشر من ايار”، استجدت نتيجةَ الاصابةِ بتضخمٍ سياسيٍّ والادمانِ على تقديسِ التعليماتِ الخارجية، ويمكنُ علاجُها عبرَ الحَجْر ..
في مجلسِ النوابِ محاولاتٌ علاجيةٌ على نيةِ تشريعاتٍ ضرورية، لا تزالُ قيدَ البحثِ لا سيما قانونُ السريةِ المصرفيةِ وتعديلاتُه المُلِحَّة، امّا ما سرَت عليه جلسةُ انتخابِ اللجانِ فكانت قاسيةً على البعض، فانفخت الدفُّ وتفرقَ التغييريون، وكانَ النائبُ ميشال دويهي اجرأَ هؤلاء، فاعلنَ انه خارجَ تكتلِ التغييرِ بصيغتِه الحاليةِ نهائياً، داعياً لتحويلِه الى لقاءٍ تشاوريٍ عندَ الضرورة. فتجربةُ التكتلِ تحديداً يجبُ ان تَنتهيَ احتراماً للبنانيينَ وللناسِ التي انتخبتهم واحتراماً للسياسةِ كما قال..
في الاقوالِ الحكوميةِ إنَ المساعيَ على هِمَّتِها واِنَ المهلَ على ضيقِها، فيما يكابدُ الحريصونَ للانقاذِ قبلَ فواتِ الاوان. امّا رئيسُ التيارِ الوطني الحر النائبُ جبران باسيل فقد اعتبرَ انَ عدمَ تشكيلِ حكومةٍ جديدةٍ قبلَ نهايةِ ولايةِ الرئيسِ ميشال عون سيكونُ عملاً جنونيا..
في الجنونِ الغربي كلامٌ استعلائيٌ للممثلِ الأعلى للسياسةِ الخارجيةِ في الاتحادِ الأوروبي جوزيب بوريل وَصَفَ أوروبا بالحديقةِ وبقيةَ العالمِ بالغابة. كلامٌ اثارَ ردودَ فعلٍ عالمية، بينَها موقفٌ روسيٌ نبَّهَ بوريل الى أنَ أوروبا أَنشأت تلك الحديقةَ من خلالِ النهبِ البربري للغابةِ وللمستعمراتِ التي اضطهَدَها الاوروبيونَ بلا رحمة..
المصدر: قناة المنار