الأمم المتحدة تعلن أنها ستعقد المؤتمر الوطني في ليبيا رغم تصعيد القتال – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الأمم المتحدة تعلن أنها ستعقد المؤتمر الوطني في ليبيا رغم تصعيد القتال

ليبيا

قال غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا اليوم السبت إن المنظمة عازمة على عقد المؤتمر الوطني بشأن الانتخابات المحتملة في موعده رغم زحف قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) نحو العاصمة طرابلس في تصعيد للصراع.

وحذر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي من مواصلة هجومه على العاصمة طرابلس وتهديد الحكومة المعترف بها دوليا هناك. ودعا الوزراء حفتر لوقف الهجوم وإلا واجه تحركا دوليا. وقال الجيش الوطني الليبي أمس الجمعة إن قواته تتقدم في الضواحي الجنوبية للعاصمة وسيطرت على المطار الدولي السابق.

وأدى هجوم الجيش الوطني الليبي، المتحالف مع حكومة موازية مقرها مدينة بنغازي في الشرق، إلى تصعيد الصراع على السلطة الذي أحدث انقسامات في البلد المنتج للنفط منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011.

وتسعى الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر في مدينة غدامس بجنوب غرب ليبيا من 14 إلى 16 أبريل نيسان لبحث الانتخابات باعتبارها سبيلا للخروج من فوضى التناحر بين الفصائل التي سمحت بظهور المتشددين  في بعض المناطق. وقال سلامة إنه يبذل جهودا مضنية لمنع خروج الأزمة الجديدة عن السيطرة. وأضاف “عملنا لمدة عام لهذا المؤتمر الوطني، ولن نتخلى عن هذا العمل السياسي بسرعة”. وتابع مخاطبا الصحفيين في طرابلس “نعلم أن عقد المؤتمر في هذا الوقت الصعب من تصعيد واقتتال أمر صعب. ولكن عازمون على عقده في وقته إلا إذا أرغمتنا الظروف على (عدم) القيام بذلك”.

وفي اجتماع لمجموعة السبع في فرنسا، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إنه ونظراءه اتفقوا على ضرورة الضغط على المسؤولين عن تصاعد القتال في ليبيا وخاصة حفتر. وقال وزير الخارجية الإيطالي إنزو ميلانيزي إن على حفتر الإنصات إلى تحذيرات المجتمع الدولي ووقف الزحف نحو طرابلس بشمال غرب ليبيا وإلا “سنرى ما يمكن عمله”. ودعت روسيا أيضا إلى ضبط النفس، قائلة إن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف أبلغ حفتر في اتصال هاتفي بإصرار موسكو على موقفها الداعم لإيجاد حل سياسي “للقضايا محل الخلاف” في ليبيا. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن حفتر أبلغ بوجدانوف بشأن ما وصفه بجهود لقتال الإرهابيين في ليبيا بما في ذلك قرب العاصمة طرابلس.

عوامل عدم الاستقرار

ترغب الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق على خارطة طريق للانتخابات لإنهاء الاضطراب الذي استمر طويلا في ليبيا التي تعد نقطة انطلاق للاجئين والمهاجرين الذين يصلون إليها من دول أفريقيا جنوب الصحراء بغية الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. وفي القاهرة، استبعد وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم السبت حل الأزمة في ليبيا بالوسائل العسكرية، رغم أن انعدام الأمن هناك يعد مبعث قلق منذ وقت طويل. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي مع شكري إن روسيا تريد أن تتوصل كل القوى السياسية الليبية إلى اتفاق فيما بينها، محذرا من التدخل الخارجي هناك. ولم ترد تقارير عن قتال يذكر اليوم السبت.

وقال الجيش الوطني الليبي إن مواقعه تعرضت لقصف جوي جنوبي طرابلس لكن لم يسقط ضحايا. ويصور حفتر (75 عاما) نفسه على أنه عدو للتطرف الإسلامي لكن معارضيه يعتبرونه دكتاتورا جديدا على غرار القذافي. ونقلت قناة العربية عن حفتر قوله للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن العملية ستستمر حتى القضاء على الإرهاب. ويتمتع حفتر، الضابط السابق في جيش القذافي، بدعم مصر والإمارات اللتين تعتبرانه حصنا في وجه المتشددين وتدعمانه عسكريا بحسب تقارير للأمم المتحدة. لكن الإمارات انضمت إلى دول غربية في التعبير عن قلقها الشديد إزاء التطورات.

وأبرم حفتر في السابق اتفاقات مع فصائل مسلحة خارج طرابلس لدعم قواته. لكن السيطرة على طرابلس، التي تعد الجائزة الكبرى لحكومة الشرق الموازية المتحالفة مع حفتر، سيكون أمرا أشد تعقيدا بكثير. ودفعت جماعات مسلحة متحالفة مع حكومة طرابلس بالمزيد من الشاحنات الصغيرة المزودة بالأسلحة الآلية من مدينة مصراتة إلى طرابلس للدفاع عنها في مواجهة قوات حفتر. ومصراتة معروفة بروح المقاومة لرموز “النظام القديم” والتي تجلت خلال عام 2011 عندما حاصرتها قوات موالية للقذافي لثلاثة أشهر.

ويقول الجيش الوطني الليبي إن لديه 85 ألف مقاتل لكن هذا العدد يشمل جنودا يتلقون رواتبهم من الحكومة المركزية. وتقول مصادر في الجيش الوطني الليبي إن قوات الصاعقة، وهي قوة النخبة في صفوفه، تضم نحو 3500 مقاتل، بينما يقود أبناء حفتر أيضا قوات مجهزة جيدا. وفي 2014، جمع حفتر جنود القذافي السابقين وانتزع السيطرة على مدينة بنغازي في الشرق بعد ثلاث سنوات من القتال ثم سيطر هذا العام على الجنوب بما فيه من حقول نفط.

المصدر: وكالات